حي الربايز من التجمعات السكانية العشوائية شأنها شأن بارك افوراج، الشلوح، الملحة، وغيرها من الأحياء التي تحيط بمدينة تازة والتي يمكن أن نطلق عليها إسم أحزمة الفقر والهشاشة الحضرية، هو نتيجة ظروف اجتماعية وإفرازات اقتصادية معينة تعود لفترة ما بعد الإستقلال والتي ساهمت فيها بشكل كبير الهجرة القروية التي شهدتها مدينة تازة خاصة مع فترة الثمانينيات من هذا القرن والتي أنتجت مجموعة من الظواهر العمرانية والسكانية وأيضا الثقافية والحضرية العشوائية وإن لم نقل الشاذة.
حي يصل تعداد الساكنة به الى حوالي 2000 نسمة تعيش على واقع تهميش فظيع ورتيب في الزمان وفي الاقتطاع المكاني، تزيد من حدته العزلة المضروبة على هذا الأخير في مختلف القطاعات التنموية والمجالية والعمرانية، مما يجعل منه مرتعا لكل أشكال الإقصاء الاجتماعي والتهميش الإقتصادي والهشاشة الحضرية والعمرانية، واقع يتفاقم مع انتشار الفقر بين شرائح مهمة من ساكنته وما يرافق ذلك من امتهان للتسول والدعارة وكل اشكال الانحراف والاقصاء الاجتماعي.
وضع مزري حاولت مجموعة من الإطارات الجمعوية ومن التكتلات السكانية الانتفاض عليه كجمعية الربايز للتنمية والثقافة والرياضة من خلال قيامها بمجموعة من المجهودات خلال السنوات القليلة الماضية بهدف إيصال صوت هذه الفئة المهمشة من أبناء المدينة الى مختلف المسؤولين عل ذلك يرفع عن هذا الحي ما لحقه من حيف ويتم إنصافه شأنه شأن باقي أحياء المدينة. وهو ما أثمر في فترة لاحقت زيارة رسمية ميدانية للعامل السابق عبد الغني الصبار رفقة مجموعة من المصالح الخارجية الى الحي، اطلع على اثرها على أهم المشاكل تعانيها الساكنة والمتمثلة في انعدام البنية التحتية بكل أشكالها وفي انتشار السكن الصفيحي وغير اللائق إضافة الى الفقر والهشاشة وغياب النظافة، واستمع خلالها إلى آراء كل من الساكنة والفاعلين الجمعويين بمختلف تلاوينهم ليقطع بعدها للحاضرين وعودا بإيجاد حل لأهم المشاكل التي يتخبط بها هذا الجزء من المدينة، وعود ما فتئت أن تبخرت بمجرد أن نفض عن قدميه ما علق بهما من تراب الربايز ليبقى بعد ذلك الحي ورغم المراسلات التي قامت بها الجمعية الى مختلف الجهات المسؤولة والمنتخبة طي النسيان والصمت الذي يصل حد التواطؤ.
صمت ومعاناة وعزلة يزيد من حدتها قطع الطريق الوحيد التي تربط الحي بالعالم الخارجي من خلال وضع محدودبات ورفع مستوى البالوعات بالمنازل الصحية، مما يمنع اي مرور للسيارات خاصة سيارات الاسعاف والوقاية المدنية ودوريات الأمن وشاحنات جمع النفايات وهو ما يجعل من الحي مطرحا مفتوحا لكل أشكال نفايات ساكنته، علما ان شارع الأمير مولاي عبد الله الذي برمج منذ عقود لم يتم فتحه الى حد الساعة نتيجة وجود مشاكل في التصفيف مرتبطة بوجود منازل صفيحية يستوجب إزالتها وإيجاد بدائل سكنية لأهلها.
وفي نفس اطار انتفاض الساكنة السلمي من أجل لفت الإنتباه إلى ما يعانيه هذا الحي من هشاشة ومن مشاكل بنيوية عميقة، وجه مجموعة من ساكنة الحي عريضة موقعة الى كل من السلطات العمومية ممثلة في عامل الإقليم والائتلاف المحلي للدفاع عن الحقوق والحريات من أجل مؤازرة ساكنة الحي في إيجاد حل لظاهرة السكن غير اللائق الذي ينتشر بالحي والذي سبق للجمعية ان راسلت بدورها وفي شأنه مجموعة من الجهات المعنية بمحاربة هذا الوباء القصديري لتبقى أوضاع هذا الحي تحتاج الى أكثر من زيارة بل إلى خطة عمل متكاملة للخروج به من واقع التهميش والإقصاء إلى فضاء التنمية والإهتمام بالإنسان ومجاله الحياتي بما يرد له كرامته ويشعره بأنه جزء من اهتمامات مسؤولي هذا الوطن الكبير.



الربايز حي على وقع الفقر و التهميش ومجال سكاني عشوائي يئن تحت وطأة مشاكل متعددة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire