vendredi 21 décembre 2012

سعد الدين العثماني يكشف حصيلة العمل الدبلوماسي لسنة 2012

حاوره عبدالحق بن رحمون عن جريدة الزمان

قال سعد الدين العثماني إن العمل الدبلوماسي المغربي استند خلال المرحلة المنصرمة إلى عدة مرتكزات، تهم على الخصوص التعريف أكثر بقضية الوحدة الترابية للمغرب، وضمان استمرارية الحضور والتواجد الفعلي للمغرب داخل المنتظم الدولي، مؤكدا أن العمل الدبلوماسي يتميز بالتقيد بأقصى درجات الحكامة والترشيد الأمثل للإنفاق العمومي بالنظر لإكراهات الظرفية العالمية، وخاصة الاقتصادية منها، انسجاما مع التوجهات الكبرى للبرنامج الحكومي.

وأكد رئيس الدبلوماسية المغربية، سعد الدين العثماني أخيرا في عرض قدمه أمام لجنة الخارجية والحدود والمناطق المحتلة والدفاع الوطني بمجلس المستشارين، حول مشروع الميزانية الفرعية للوزارة لسنة 2013 أن السنة التي سنودعها تميزت بتبادل الزيارات بين الرباط وعدد كبير من وفود الدول مما شكل دعامة للعمل الدبلوماسي، وأعطى دفعة قوية لمسار تمتين علاقات التعاون مع دول شقيقة وصديقة. وذكر سعد الدين العثماني بزيارات العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى كل فرنسا في شهر أيار مايو المنصرم وإلى دول الخليج السعودية والكويت والإمارات وقطر والأردن خلال شهر تشرين الأول أكتوبر تشرين الأول أكتوبر المنصرم، كان له بالغ الأثر في هذا الإطار. كما ذكر بزيارات وزير الشؤون الخارجية والتعاون لما يربو عن ستين دولة سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف واستقبال مسؤولي عدد من الدول في زيارات رسمية للمغرب.

وفيما يخص القضية الوطنية، أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن سنة 2012 تميزت بتسجيل عدة انجازات دبلوماسية تمثلت على الخصوص في مصادقة مجلس الأمن الدولي بالإجماع، على القرار 2044 حول الصحراء المغربية، الذي يدعم مسلسل المحادثات كسبيل وحيد لتسوية هذا النزاع المفتعل، كما أن الفترة الماضية تميزت أيضا بتأكيد القرار من جديد على أولوية المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وتبني أجهزة الأمم المتحدة المعنية بالموضوع، لمضمون هذا القرار الداعي إلى الانخراط بجدية في المفاوضات مع التحلي بالواقعية وروح التوافق.كما تم، يضيف وزير الخارجية والتعاون، تجديد مجلس الأمن للمرة الثانية على التوالي، دعوته للمندوبية السامية للأمم المتحدة للاجئين، بإحصاء ساكنة مخيمات تندوف. واعتبر سعد الدين العثماني أن الطرح المغربي يستمد قوته أساسا من الإجماع الوطني حول عدالة قضيته، مضيفا أن الدبلوماسية المغربية سعت لفضح أكاذيب خصوم المغرب والتعريف بانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها جبهة الانفصاليين في مخيمات تندوف، والمتمثلة في الإرهاب وأنواع الجريمة المنظمة، مشيرا إلى أن الرأي العام الدولي بدأ يستوعب هذه المخاطر.

وفيما يخص الفضاء المغاربي، أوضح أن الدبلوماسية المغربية كثفت خلال سنة 2012 الجهود من أجل تعزيز العلاقات الثنائية مع البلدان المغاربية، و أن المغرب ساهم بشكل فعال في العمل المغاربي المشترك على الخصوص تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين المغاربة و نظرائهم في البلدان المغاربية. كما حرص المغرب، يضيف، على المشاركة في جميع الاجتماعات التي برمجت في إطار أجهزة الاتحاد، بهدف المساهمة في تسريع وتيرة الاندماج المغاربي.

وفيما يخص العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، أبرز أن المغرب عمل خلال سنة 2012 على تقوية العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، والتأكيد على الأهمية الاستراتيجية للبعد الاقتصادي في تعزيز التضامن العربي والإسلامي.

ومن جهة أخرى كشف سعد الدين العثماني أن سنة 2012 تميزت على الخصوص بزيارة العاهل المغربي إلى أربع دول خليجية السعودية والكويت والإمارات وقطر والأردن، والتي شكلت الحدث الأبرز لهذه السنة في العلاقات المغربية العربية، كما أنها ستعطي دفعة قوية للشراكة الإستراتيجية مع دول مجلس التعاون.

كما أشار وزير الخارجية والتعاون إلى تبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم في المشرق والخليج على مختلف المستويات، مما ساهم في تعزيز مسارات التعاون الثنائي. وأشار إلى أن السنة الماضية تميزت أيضا بموافقة قادة دول مجلس التعاون الخليجي على تقديم دعم مالي على شكل منح بمبلغ 5 مليار دولار لمدة خمس سنوات، يتم تمويله بالتساوي و بصفة ثنائية بين كل من الدول الخليجية الأربع والمغرب، وإعداد خطة عمل مشتركة للتعاون بين المغرب ومجلس التعاون تتضمن المجالات الرئيسية للتعاون برسم السنوات 2012 2017 وكذا تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين المغرب ومجلس التعاون الخليجي من كبار المسؤولين في وزارات الخارجية من الجانبين ومن الأمانة العامة لمجلس التعاون.

وفي ما يتعلق بجامعة الدول العربية و منظمة التعاون الإسلامي، أبرز المشاركة المغربية بكل فعالية في أشغال كافة الاجتماعات العربية والإسلامية التي عقدت خلال السنة الجارية، حفاظا على مصالح المغرب الحيوية في ظل الظروف السياسية التي تمر منها المنطقة العربية والتحول الذي بدأ يطرأ على العمل العربي والإسلامي المشترك على المستويين السياسي والاقتصادي.

على مستوى القضية الفلسطينية، أوضح سعد الدين العثماني أن هذه السنة تميزت بمواصلة الجهود الدؤوبة التي يقوم بها صاحب الجلالة بصفته رئيسا للجنة القدس الشريف، في سبيل دعم ونصرة هذه القضية. تمت مواصلة المشاريع التنموية والإعمارية التي تنفذها وكالة بيت مال القدس لفائدة ساكنة المدينة المقدسة، مساهمة في تعزيز صمود أهلها في مواجهة سياسة الاستيطان الإسرائيلية، و الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني سياسيا وتنمويا وإنسانيا.

وبخصوص القضية السورية، أكد على الانخراط القوي للمغرب في البحث عن حل للأزمة السورية والتضامن مع الشعب السوري، على الخصوص، من خلال تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن في شهر شباط فبراير 2012 لحل الأزمة السورية، والمشاركة الفعالة في جميع اجتماعات ومبادرات جامعة الدول العربية، وكذا المشاركة في الاجتماعات الثلاث لمجموعة أصدقاء الشعب السوري، مشيرا إلى احتضان المعرب يوم 12 كانون الأول ديسمبر 2012 بمراكش للدورة الرابعة لمجموعة أصدقاء الشعب السوري. كما أشار إلى مبادرة المغرب، بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس إلى إقامة مستشفى ميداني متعدد الاختصاصات لصالح اللاجئين السوريين.

وفيما يرجع للعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، أكد سعد الدين العثماني أن الإتحاد الأوروبي شريك مهم للمغرب الذي يسعى إلى تدعيم الشراكة الإستراتجية معه على أساس تعزيز المكتسبات التي راكمتها العلاقات المغربية الأوروبية، و فتح آفاق جديدة لتنسيق التعاون بين الطرفين من خلال تحقيق التقارب عبر إطار تعاقدي جديد. وأبرز الدكتور العثماني ، أنه تم خلال الفترة الماضية مواصلة تنفيذ اتفاقية الشراكة عبر مختلف الآليات، وتعزيز الحوار والتعاون مع مؤسسات الاتحاد الأوربي من خلال سلسلة من اللقاأت والزيارات المتبادلة.

وأضاف سعد الدين العثماني أنه تم أيضا تكثيف الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين المغاربة ونظرائهم الأوروبيين، وتدعيم آليات التعاون المشترك من خلال عقد اجتماعات اللجان المشتركة وإقامة مشاورات سياسية بشكل منتظم، وكذا تعزيز الإطار القانوني بالتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تهم مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري و الثقافي والاجتماعي. وعلى مستوى القارة الأمريكية، ذكر الوزير المغربي على الخصوص بعقد الدورة الأولى للشراكة الإستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية بواشنطن، ومواصلة المفاوضات من اجل التوقيع على اتفاقية للتبادل الحر بين المغرب وكندا، وتبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم من أمريكا الجنوبية وكذا مشاركة المغرب في عدد من اللقاأت و المناسبات الهامة. وعلى المستوى الافريقي، أكد أن القارة الإفريقية تشكل عمقا استراتيجيا للمغرب، مضيفا، انطلاقا من ذلك، تميز العمل الدبلوماسي برسم 2012 بنشاط مكثف على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف بافريقيا على الخصوص من خلال قيام عدد من المسؤولين الأفارقة بزيارات رسمية إلى المغرب، وعقد اجتماعات اللجان المشتركة مع مجموعة من الدول.

وفي ما يخص الفضاء الأورو متوسطي، وبهدف إعطاء دينامية قوية للحضور المغربي المتميز بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ذكر العثماني بمشاركة المغرب في أشغال القمة الثانية لرؤساء الدول والحكومات 5ــ6 أكتوبر بمالطا ، وكذا في الاجتماعات الدورية لكبار موظفي الاتحاد من أجل المتوسط. كما ذكر بعمل المغرب على تعزيز الشراكة السياسية والقطاعية والدور الاستراتيجي للمغرب خلال جميع منتديات الفضاء الأورو متوسطي، واحتضانه لعدد من الانشطة الأورو متوسطية.


سعد الدين العثماني يكشف حصيلة العمل الدبلوماسي لسنة 2012

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire