vendredi 14 décembre 2012

المركز الإستشفائي ابن باجة بتازة حوالي خمسة مليار سنتيم تكلفة أوراش في طور الإنجاز

الرهان الاستجابة لحاجيات الاستشفاء العمومي

عبد السلام انويكًة / تازة

الخدمات الطبية والمرافق الإستشفائية، درجة فاعلية هذه الأخيرة وإمكانات تجاوبها مع الإحتياجات الحقيقية محليا، هي من مؤشرات التنمية البشرية الأساس. المعطىالصورة الشخصية الاهم 2 الحديث المحاط بنوع من الإجماع بين المهتمين والباحثين، والمعتمد ليس فقط من قبل المنظمات الدولية، الحكومية منها وغير الحكومية. بل حتى الدراسات العلمية المجتمعية، لفهم مستويات التعثرات الإنمائية أوالتقدم، ولإصدار أحكام علمية مبنية على حسابات دقيقة تخص متغيرات التنمية لذى المجموعات البشرية والشعوب.

على مستوى اقليم تازة هذا المقطع من التراب الوطني، رغم كل الجهود التي بذلت ولاتزال في هذا الإتجاه، ورغم الإضافات على مراحل والتهيئات التي عرفها المرفق الطبي والصحي العمومي بالمنطقة، المسألة أو واقع الحال كاستجابة للحاجيات في الولوج للعلاج والتطبيب تعكس كون هذا الورش على المستوى الإقليمي، لايزال بتحديات معبرة إن كبنيات وتجهيز أو كتدبير للموارد البشرية وخدمات. في هذا السياق حيث الصحة العمومية هذا الورش المركب الأعطاب منذ عقود، من المؤسسات الطبية والتي توجد في الواجهة ليس فقط بالنسبة للمرضى بل الرأي العام المحلي على صعيد اقليم تازة. هناك المركز الإستشفائي ابن باجة.

هذه المنشأة العمرانية والتي تعود نواتها في الأصل الى زمن الحماية في حدود سنوات الأربعينات من القرن الماضي. وهي العلامات التي لاتزال حاضرة في احدى أجنحة هذا المستشفى، كإرث كولونيالي، كان وراء تحديث علاقة الأهالي بثقافة التطبيب. ومستشفى ابن باجة أو”اطبيب ديال البلدية”بهذا التعبير الأكثر تداولا محليا في اليومي وفي الذاكرة الشعبية، هو بناية على درجة من الأهمية سواء من حيث الشكل او الإمتداد المجالي، عمارات مركبة ومتواصلة، تتوسط المدينة الجديدة ضمن شبه مجمع هو عبارة عن مركب صحي متجاور، يلتقي فيه مركز لتكوين الممرضين وتحقيق التكوين المستمر بالإدارة الإقليمية الوصية عل الصحة العمومية بالمستوصف الشهير بالخدمات ذات العلاقة بالأطر الطبية الصينية ثم بالمركز الإستشفائي ابن باجة، هذا الأخير الذي يوفر في حدود الإمكانات البشرية والمادية، خدمات متعددة التخصصات لفائدة ساكنة اقليم بامتدادات قروية عدة، وبصعوبات في الولوج من اجل التطبيب العمومي. اقليم بمجال ترابي هو بحوالي سبعة آلاف كلم2 ، وبستمائة آلف نسمة، منها حوالي مائتي ألف في الوسط الحضري وحوالي ثلاثمائة وخمسون ألف في الوسط القروي وبنسبة فقر تصل الى حوالي30% . مع أهمية الإشارة الى ان معظم الساكنة القروية ترتبط بدواوير وبنمط السكن المتفرق، مما يطرح الكثير من الصعاب تجاه توفير الخدمات الطبية، خاصة بالمناطق الجبلية الوعرة كما الحال بالنسبة للأطراف القروية التابعة للإقليم والتي هي جزء إما من مقدمة الريف اوجبال الاطلس المتوسط الشمالي الشرقي.

وتجدر الإشارة الى ان الإقليم من حيث معطياته الصحية وبنياته التحتية وشبكته في العلاجات الصحية الأساسية. شهد عدة متغيرات على مراحل مستفيدا من عدة برامج استهدفت الإرتقاء بالخدمات وبالتدخلات، كما استهدفت التخفيف من العجر الحاصل والاسير بشكل موازي مع الإحتياجات بالنظر لتزايد الطلب، كذلك توفيرالعرض الطبي المناسب امام التوسع العمراني والزيادة السكانية الطبيعية. وفي هذا الإطار وكما حصل في عدة جهات من البلاد، كانت تجربة الإستفادة العملية من برنامج الحاجيات الإجتماعية”باج”، والذي كان له الفضل الى حد ما في تحقيق نوع من التحسن والتغطية، والتي همت عملية تجديد بعض المؤسسات الصحية النشيطة بالوسطين الحضري والقروي، بناء مؤسسات جديدة جعلت البنية تنتقل من أربعة وستين مرفق سنة1994 تاريخ انطلاق هذا البرنامج، الى ثمانية وثمانين مرفق طبي سنة2004. بحيث وعلى إثر هذه المبادرة العمومية شهدت خريطة المؤسسات الصحية العلاجية الأساسية، تطورا ملموسا خلال هذه الفترة على امتداد حوالي العقد من الزمن. خاصة ما يتعلق بالمراكز الصحية الجماعية والمستوصفات القروية ومعها المراكز الصحية الحضرية. وكان التحدي المسجل خاصة في العالم القروي هوالنقص في الأطر الطبية من الممرضين والمساعدين، الشيء الذي كان وراء بقاء بعض المستوصفات بالعالم القروي مغلقة بكيفية خاصة تلك التي توجد في مناطق جبلية وعرة، تعاني من نقص التجهيز ومن صعوبة الولوجية ذات العلاقة بالمسالك القروية. وقد توجهت خلال هذه الفترة اهتمامات ومشاريع بعض الجماعات القروية لفائدة القطاع من خلال الإقدام على برمجة وبناء عدد من المستوصفات وعيا بأولوية هذه الخدمات تجاه الساكنة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمناطق البعيدة عن المركز وعندما يتعلق الأمر أساسا بحالات الولادة. وما يترتب عنه من أخطار في المناطق النائية القروية، وهي المبادرات التي تجاوبت معها الوزارة الوصية من خلال عملية تجهيزلابأس بها لهذه المؤسسات بالمعدات الأولية الأساسية. بل دعما لهذا الرهان في تقريب الخدمات الطبية لفائدة الساكنة القروية، ومن اجل ضمان نوع من الإستقرار عند الأطر الطبية، تم اعتماد مقاربة بناء سكنيات وظيفية. الجهود التدبيرية التي لم تكن بالنتائج المسطرة من قبل الجهات الوصية، ولا بالحصيلة والتدخل المرغوب فيه تجاه العالم القروي. بحيث واقع الحال في شموليته كتحديات كان أكبر من كل الإنتظارات، لتبقى الخدمات الطبية العمومية من نقاط ضعف العالم القروي بالإقليم ككل، ومن مؤشرات التأخرات بالمنطقة، بل التحدي الذي يتصدرانشغالات الجميع، بما في ذلك الرهان الوطني في التنمية البشرية على صعيد الجهة ككل والتي ترتب في المؤخرة وطنيا. كلها شروط جعلت ولاتزال من المركز الإستشفائي ابن باجة بتازة الوجهة المستقبلة الأساس للإحتياجات الطبية في كل مستواياتها الأولية والإستعجالية، وعن العالمين القروي والحضري. وهذه السيولة في البحث عن العلاج العمومي المجاني من طرف مساحة واسعة من الساكنة، حيث مستوى العيش القروي الضعيف وحيث القدرةالشرائية المحدودة جد، ابخلاف المناطق الأخرى من المغرب، وللمسألة علاقة بأوراش التنمية وبفرص الدخل والشغل والإستثمارات، هذه الحلقة الأضعف في الإقليم ومنذ عقود، بشهادة الأرقام الرسمية الصادرة عن المصالح المعنية مركزيا، كما الحال بالنسبة للتخطيط. الوطني. وقد كان للضغط الحاصل على خدمات المركز الإستشفائي ابن باجة بتازة، وعلى امتداد عقود ولايزال، اثره المباشر على كم ونوع العرض الطبي المتوفر، وعلى الموارد البشرية المعتمدة خاصة في الأقسام ذات الحساسية الإجتماعية، كما الحال بالنسبة للإستعجلات كواجهة، والتي لاتزال بغيرالإعداد والإستعداد المناسب المادي التقني والبشري الطبي، للتجاوب مع حجم الطلب المركب، في مدينة بامتداد مجالي حضري كبير، وفي اقليم بأرياف وأوساط قروية عدة، وفي موقع يجعل من المدينة تازة نقطة عبور اساسية بين الشرق والغرب حيث كثافة المواصلات، وخطورة المحاور الطرقية. الأمر الذي يجعل من المنطقة واحدة من تلك التي تسجل بها أرقام معبرة في حوادث السيرسنويا، كثيرا ما يتم توجيهها كخطوة اولى لمستعجلات المركز الاستشفائي ابن باجة، الضغوط التي تزيد من تعميق الإكراهات المطروحة في هذا المجال.

والمركز الإستشفائي ابن باجة بتازة، هذه المؤسسة الصحية الأهم والأكبر بالمنطقة والتي هي في أعين الناس وبالمقارنة مع ما هو كائن في الجوار، لاتزال بتنمية يحكمها البطء الشديد. وبالتالي فلأسباب عدة ومتداخلة كثيرة هي الحالات، التي ترد على المركز، ويتم تغيير وجهتها لمراكز أخرى مجاورة كفاس، بل هناك من المواطنين ذوي القدرة الشرائية، من يفضل الوجهات التي تتمركز بها خدمات طبية نوعية ومتعددة التخصصات. وهذا الإختيار بقدر ما يطرح مسألة الحق الإجتماعي في علاج القرب، بقدر ما يكون بتكلفة عالية والتي هي في غير متناول الجميع، خاصة الفئات المعوزة القروية ذات الدخل المحدود جدا، وهي الشريحة الأوسع. محليا. في ما يتعلق بالقدرات الكائنة الحالية للتطبيب بالمركز الإستشفائي ابن باجة بتازة، هناك طاقة ايواء بحوالي ثلاثمائة سرير، وعن الاقسام المتوفرة والمتباينة من حيث عدد الأسرة والنسبة بالمائة، هناك مصلحة جراحة الرجال النساء الأطفال، كما ان هناك طب الأنف والحنجرة والأذن وطب الأطفال وهي بصدى ايجابي محليا لذى العامة من الناس هذا رغم ضعف الإمكانات التجهيزية وتواضع المعدات. هناك طب أمراض النساء والتوليد ومصلحة الإنعاش والأمراض النفسية وطب الرجال وطب النساء، هذا بالإضافة الى مصلحة الأمراض الصدرية وطب العيون ثم قسم للمستعجلات.

هذا الأخير الذي يشكل الحلقة الأضعف في المنظومة الطبية بالمركز بحسب النقاش والقراءات العمومية لذى الرأي العام المحلي، بالنظر لما يوجد عليه هذا القسم منذ عقود ورغم كل الجهود، من نقص في الأطر الطبية وفي عدد الأسرة، وما يتميز به من تواضع في المعدات الخاصة بالتدخلات الإستعجالية الطارئة، كالتي تكون بسبب حوادث السير وبعدد مرتفع من الحالات، الأمرالذي يجعل هذا القسم يظهر بعجز ملموس، عن مواجهة مثل هذه الوضعيات وفق المعايير والنوعية المرغوب فيها. لابد من الاشارة الى انه من الأقسام التقنية المهمة التي يتوفر عليها المركزالإستشفائي ابن باجة بتازة، نجد المختبر الخاص بالتحليلات الطبية ومصلحة للأشعة، مركب مركزي جراجي بثلاث قاعات، هذا بالإضافة الى بنك للدم. انما السؤال الذي يطرحه الكثير، هو مستويات الجودة في الخدمات، درجة السرعة في التجاوب مع الطلب عموما ومع حالات التحليلات المستعجلة، اما المصلحة الثانية الخاصة بالأشعة فالحديث حولها كثيرا يرتبط بالأعطاب وبالصيانة. اما بنك الدم الذي تم احداثه خلال السنوات الأخيرة فهو كمرفق لا أحد في فهم الرأي العام بما فيه الجمعوي، يشك في موقعه الحيوي وفي مركز استشفائي بهذا الحجم. فقط الذي يشغل الكثير من المواطنين ومكونات المجتمع المدني الفاعل في المجال، هو مسألة الإحتفاظ بما يتم جمعه من الدم محليا عبر الحملات التي يتم تنظمها من حين لآخر، وهي المبادرات ذات البعد الإنساني التي يتجاوب معها الشباب في اطار ثقافة التضامن. وهل ما يتم جمعه من التبرعات بالدم يتم استغلاله لفائدة انقاد حياة المحتاجين من المرضى محليا وبدون مقابل. وبالتالي هل هذا الإحتياطي من الدم في هذا البنك بقلب هذا المركز الإستشفائي، يخضع لحكامة التدبير الجيدة التي تأخد بعين الإعتبار حقيقة الإحتياجات المحلية في الإنعاش بالدرجة الأولى.

وحول هذا المركز من حيث متغيرات الهيكلة، يذكر انه من المبادرات التي اعتبرها الكثير من المهتمين بالشأن الصحي محليا ومعهم المهنيين، تلك التي توجهت لتجميع المصالح الطبية، خاصة الأمراض الصدرية والنفسية وغيرها، الخدمات التي تم نقلها من مستشفى ابن رشد بتازة العليا لفائدة المركز الإستشفائي ابن باجة، لتحقيق اجراءات القرب في العلاج وتسهيل عملية التواصل بين الأقسام التقنية. وفيما يتعلق بالموارد البشرية هذه الرافعة الأساس في الصحة العمومية كقطاع استراتيجي اجتماعيا، وفي جودة الخدمات وتنميتها، فإن واقع الحال بالمركزالإستشفائي بتازة سواء كعدد او كتخصصات، لا يبعث على الرضى والإرتياح نظرا لحجم الطلب على العلاج مقابل العرض الطبي الحقيقي المتوفر. الوضعية التي تعكس جانبا من الإختلالات البنيوية في دينامية هذه المؤسسة الصحية العمومية ذات الإمتداد الإقليمي. يكفي ان هذه الأخيرة لايتجاوز بها عدد الأطباء المتخصصين الأربعين، ويكفي كذلك كمؤشرات أنها بحوالي ثلاثين ألف من المرضى الذين يلجونها سنويا، وبعدد ايام استشفائية في حوالي المائة ألف. مع اهمية الإشارة الى التراجع الذي عرفته المدة المتوسطة للإقامة من اجل العلاج خلال السنوات الأخيرة، المتغيرات التي تفسر من قبل الجهات الوصية بتدخلات طب التخصص محليا وما حصل من تطوير في نوعية العلاجات.

وحتى يتجاوب هذا المركز الإستشفائي مع التحديات المطروحة في المجال الصحي العمومي محليا، خاصة ما يتعلق ببنيات الإستقبال والتدبير، فهو يوجد ومنذ بضعة شهور على ايقاع مجموعة اوراش داعمة، تدخل في اطار الشراكة المغربية مع الإتحاد الأروبي. بحيث وبتكلفة مالية اجمالية تقدربحوالي 3مليار سنتم عن البنك الأروبي للتنمية، يوجد في طور البناء داخل هذا المركز عدد من المرافق والتي من المتوقع ان تساهم في تعزيز البنية التحتية الطبية. من جملة هذه المرافق هناك مختبر للتحليلات الطبية بمواصفات حديثة، قسم جديد خاص بطب الإنعاش والعناية المركزة، الإدارة والتدبير والمهم في هذه الأوراش هو إحداث بناية خاصة بقسم المستعجلات ضمن جناح مستقل من المتوقع أن يكون وراء اعطاء نفس جديد لهذه الواجهة الأساسية في الصحة العمومية، وتجاوز الحقيقة البئيسة للإستعجالات الحالية. مع اهمية الإشارة الى انه بعد الإنتهاء من هذه الأشغال، ستخضع بعض المرافق من هذا المركز الإستشفائي لعمليات تهيئة داخلية شمولية. التهيئة التي ستتوزع على عدة اقسام وفق هيكلة تدبيرية جديدة، اكثرإنسجاما مع الخدمات المنتظرة لفائدة المواطنين، المتغيرات والانتظارات التي تعلق فيها الساكنة الكثير الآمال على عنصر التدبير في شخص المدير الجدبد والحالي للمركز، والذي يشهد له الكثير عن الرأي العام المحلي، بالنزاهة والإستقامة والتواضع. وبقدرة التواصل مع الجميع. ويبقى دائما حول ما يوجد عليه المركز الإستشفائي بن باجة بتازة، من أوراش في بنياته التحتية. أن التكلفة المالية الإجمالية المخصصة لتجهيز مجموع المرافق الجديدة والتي في طور البناء بحوالي 2مليار سنتم. ليصل مجموع الكلفة المالية التي توجهت كإستثمارات عمومية بهدف الرفع من ايقاع خدمات وتدخلات هذا المركز، الى حوالي خمسة مليار سنتيم.


المركز الإستشفائي ابن باجة بتازة حوالي خمسة مليار سنتيم تكلفة أوراش في طور الإنجاز

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire