lundi 31 décembre 2012

المعرض الجهوي للكتاب بتازة بين مساءلة الجدوى والإضافات المقدمة الى المشهد الثقافي بالمدينة

من الاسئلة العديدة التي يمكن لأي متتبع للمشهد الثقافي المحلي بالمدينة ان يطرحها في مثل هكذا مناسبات ثقافية هو ما هي الاضافة الجديدة التي قدمها لنا تنظيم معرض جهوي للكتاب بتازة؟ وما الجدوى من مثل هذه المحطات الثقافية التي غالبا ما يغلب عليها طابع الارتجال والسرعة في التنفيذ والانفراد باتخاذ القرارات دون اشراك لمختلف الفاعلين الثقافيين من مؤسسات متداخلة في تدبير هذا القطاع؟ كالجماعة الحضرية لتازة ومندوبية الشباب ونيابة التعليم، اومن فعاليات مدنية وجمعوية مهتمة والتي هي من الكثرة بمكان.

كما ألا يحق لنا ان نتساءل امام هذا البؤس الثقافي المسمى معرضا للكتاب؟ ولمثل هذه النماذج والأنماط الثقافية التي يغلب عليها طابع الارتجال؟ اليس من الاجدى ان يتم تصريف هده التكلفات المالية في قضايا تهم الساكنة وتلبي بعضا من احتياجاتهم بدل هدرها في هذا العبث؟ خاصة امام الازمة الاقتصادية التي دقت فعلا ابواب المغرب وخاصة ايضا امام اعلان الحكومة الحالية لسياسة تزيار السمطة؟

على أي انتهى ما سمي بالمعرض الجهوي للكتاب معرض هو الاول من نوعه بمدينة كتازة وهي حسنة تحسب للمندوبية الجهوية للثقافة بتازة باعتبار ان المدينة ومن غير بعض المبادرات الشخصية لتنظيم معارض خاصة ببيع الكتب هنا وهناك وفي مناسبات قليلة فأنها لم تعرف من قبل تنظيم معرض جهوي للكتاب من طرف جهات ثقافية رسمية، إلا اننا كنا ننتظر شيئا جميلا وقيمة ثقافية نوعية واضافية ومعرضا في مستوى معارض مدن اخرى كمراكش مثلا، خاصة امام إسرار السيد مندوب للثقافة الى بعض الجهات بأن الحدث كبير وبأن الوزارة قد اختارت لهذا الموسم مدينتين فقط من بين جل مدن المملكة هما الداخلة بجنوب المغرب وتازة بشرقه لاحتضان مثل هذه المعارض ذات الطبيعة الجهوية.
معرض سبقته دعاية طويلة عريضة عن حضور وزير الثقافة لفعاليات افتتاحه لتتراجع بعد ذلك الجهات المنظمة وفي اخر لحظات عن تأكيد خبر الحضور الوزير “الحمد لله اللي لوزير ما جاش ما وكان شاف المهزلة”.

والحقيقة اننا كمتتبعين للشأن الثقافي بالمدينة كنا ننتظر ان يستفيد منظمو المعرض الجهوي للكتاب من الاخطاء التنظيمية للمهرجان الدولي لمسرح الطفل خاصة بعد الجلسة التقييمية التي نظمتها السلطات المحلية على هامش فعاليات هذا الاخير، لكن اظن ان حليمة لم تستفد من هذه المحطة وفضلت الاستمرار في نهجها والوفاء لعادتها القديمة والتي نتمنى ألا تجسدها في المحطات القادمة خاصة في النسخة القادمة من مسرح الطفل المقترب أوانه. متمنين من السلطات الاقليمية ان تكون عند مستوى تحملها لمسؤوليتها وان تفعل ما خلص اليه ذلك اللقاء التقييمي حتى لا يبقى حبرا على ورق، تفاديا لأي مهزلة جديدة وتفاديا ايضا لطابع الارتجال الذي وصم كلا من اعداد وتنظيم فقرات المعرض الجهوي للكتاب.

فمنذ البداية غاب الاشهار والدعاية اللازمة لمثل هكذا نشاط حيث لم يوزع البرنامج على المدعوين إلا في لحظة وحين الافتتاح. افتتاح تم خلاله الاستغناء عن الفقرة المخصصة له مما كان له الاثر العميق على البداية المتعثرة لهذا المعرض المسمى جهوي وبما جعل من لحظة افتتاحه زمن انتهائه، وما عنى ذلك من طابع الفتور الذي وصم جل فقراته وغياب الجمهور عن الخيمة او الندوات الذي وسم كل مراحل تواجده وهو ما تجسد في البياض الذي عرفه اليوم الثاني من برنامجه.

علق احد المتفكهين الذي زار جنبات هذا الاخير قائلا “ما هو مهم ومثير في هذا المعرض هو خيمته الكبيرة والتي وصل ثمن كرائها الى حوالى 140.000 درهم”، تفكه له بعض من صدقيته خاصة اذا علمنا ان جنباتها ضمت نوعية من الكتب المعروضة ودور نشر عارضة مغمورة في غالبيتها (نتسائل عن سبب اختيارها دون غيرها وميكنيزمات انتقائها رغم ضعف منتوجاتها الثقافية) تذكرنا بتلك الفرق المسماة دولية التي يؤتى بها للمشاركة في مسرح الطفل كل سنة والتي لا دولية لها إلا الاسم خاصة ان غالبيتها هي جاليات اجنبية مقيمة بالمغرب وممارسة للمسرح في اطار ما. حيث ان غالبية ما عرض به لا يختلف عن بعض ما شهدناه من معارض تجارية للكتب، والتي نجد فيها كتب الطبخ الى جانب كتاب كفاحي وبعض الروايات البئيسة العرض، الى جانب كتاب اهوال القيامة ومجموعة من المناهج التعليمية للأطفال مطعمة بالسلسلة القرائية المعروفة لبوكماخ.

معرض غيبت وغابت عنه المؤسسات التعليمية والمؤسسات التكوينية والجامعية باعتبارها المعني الاول من هده العملية، كما همشت فيه الجهة بغياب الحضور المتوازن لفعالياتها الثقافية اللهم ما كان من اقتصار على نشاط وحيد ويتيم من الحسيمة وإقصاء واضح ومتعمد لكل من تاونات وجرسيف، ناهيك عن عدم تنويع فضاأت الندوات او التوقيعات والاقتصار على فضاء او فضائين محددين مع تغييب لفضاأت مختلفة كالثانويات التأهيلية والكلية المتعددة التخصصات والمراكز التكوينية، والذي كان الانفتاح عليها سيؤدي حتما الى خلق اجواء تفاعلية بين فقرات المعرض الثقافية المختلفة وبين الجمهور القارئ، ناهيك عن تنظيم الانشطة في ساعات ذروة العمل الرسمي وهو ما كان له بالغ الاثر السلبي على نوعية وطبيعة الحضور حيث لم يتعدى في غالبية الانشطة عشرة اشخاص على اكثر تقدير دون الحديث عن عدم احترام التواقيت اذ ان غالبية الفقرات كانت تبتدئ بعد ساعة من موعدها المحدد في انتظار جمهور لم يأتي إلا لماما.

معرض يمكن القول ان الطابع الغالب الذي غلب على جل فقراته الثقافية هو توقيع مجموعة من الدواوين الشعرية والتي يطرح اكثر من علامة استفهام على مدى مصداقيتها وتنوعها بما يخدم الشأن الثقافي بالمدينة خاصة اذا علمنا ان غالبية هذه الروايات قد عرفت حفلات توقيع في مناسبات سابقة وهو ما جعل منها اعمال مكرورة من حيث المضمون والشكل، كما يطرح اكثر من سؤال حول منحتها الجديدة والمتفردة للمشهد الثقافي المحلي اللهم ما كان من اعتبارها واعتبار المعرض مناسبة لتوزيع مجموعة من الأظرفة المالية على بعض المثقفين بالمدينة لجمع اكبر عدد من المؤيدين لهذا النشاط المسمى جهوي، وإسكات من قد تعلو قريحته بالصياح والنقد بعد انتهاء فعالياته، قراءة تعززها حادثة الامسية الشعرية التي برمجت بدون تعويضات لكن ضغط المشاركين والوجوه الشعرية لجعلها امسية مؤدى عنها وهو ما رضخت له المديرية الجهوية في الاخير حيث قررت تعويضات منحت للبعض في حين استثني منها البعض الاخر.

انتهى المعرض وبقي اكثر من تساؤل معلقا في اذهان المتتبعين للمشهد الثقافي والقائمين عليه حول الجدوى من تنظيم مثل هذه التظاهرات وصرف كل هذا الجهد والمال على مناسبات لا تضيف أي شيء للمدينة، اللهم ماكان من ترسيخ لبدعة الارتجال والريع الثقافي. وما هي الإضافات المقدمة الى المشهد الثقافي بالمدينة في وقت تعرف فيه تازة انتكاسة ثقافية تتجسد في اكثر من منحى ومشهد.

ملحوظة للقائمين على فعاليات المعرض: 140.000 درهم هو ثمن خيمة المعرض الجهوي، ماذا لو ان المندوبية قامت باقتناء مجموعة كتب بقيمة 30 درهم للكتاب الواحد الم تكن ستوفر ازيد من 4666 كتابا لفائدة قراء للمدينة؟ ثم ماذا لو انها في اطار تشجيع القراءة قامت بتوزيعها مجانا وعلى مجموعة من التلاميذ والطلبة والمهتمين؟ الن يكون وقع وأثر ذلك في اطار تشجيع القراءة احسن من تنظيم معرض لم تعرف بتنظيمه غالبية الساكنة؟

اشارة: نتمنى لبعض الاقلام… والتي تعشق حرفة الرد ألا تعتبر هذا المقال قصفا سياسيا اخر موجها هذه المرة الى مندوبية الثقافة وانه مكيدة ثقافية للسيد المندوب الهدف منها الاطاحة به ومن خلاله بمشروع الوزارة الثقافي وربما ببرنامج الحكومة ككل.

تازة بريس


المعرض الجهوي للكتاب بتازة بين مساءلة الجدوى والإضافات المقدمة الى المشهد الثقافي بالمدينة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire