mercredi 10 avril 2013

"علاقة القنص بالبيئة" موضوع يوم دراسي بتاهلة

شكلت علاقة القنص بالبيئة موضوع يوم دراسي نُظم يوم الأحد 7 أبريل 2013 بقاعة الاجتماعات ببلدية تاهلة، حضره عدد من الفاعلين والمهتمين بمجال القنص البري والرماية بمنطقة تاهلة وإقليم تازة.


وأبرز محمد الكمري، رئيس جمعية غزالة بويبلان المنظمة لليوم الدراسي، أن الهدف وراء هذا اللقاء هو التوعية والتحسيس، باعتبار أن الطريدة ثروة وطنية مهددة بالانقراض بفعل القنص العشوائي، رغم وُجود عدة تدابير تروم الحد من ذلك، لأن الملاحظ أن القنص وخصوصاً عملية تسليم الرخص تتم بشكل يستدعي إعادة النظر فيه، بحيث دعا المتحدث إلى ضرورة العمل بطريقة اجتياز امتحان للحصول على رخصة الصيد، وهو المشروع الذي تعمل على إخراجه الجامعة الملكية للقنص والمجلس الأعلى للقنص لكن ما زال متعثراً، يُضيف الكمري.


وفي تشخيصه لوضعية القنص بالمنطقة، أشار الكمري أن العملية تشوبها العشوائية زيادة على ما اعتبره خطيراً وهو انتشار الأسلحة “التقليدية” الأوتوماتيكية محلية الصنع، الشيء الذي يستوجب على الفاعلين والمهتمين الخروج بتوصيات لرفعها للمسؤولين للحد من الظاهرة.


من جهته تطرف بوجمعة الفيض، الطبيب البيطري، في معرض مداخلته إلى أنواع الطرائد الموجودة في المغرب، حيث أعطى معلومات عامة حول الحجل الذي يعتبر الطريدة الأولى بالمغرب والتي تتميز بجودتها العالمية، وهي من الطيور غير المهاجرة تعيش غالباً في الأماكن البعيدة عن الحيوانات الأخرى، أما الأرنب فقد أشار الأستاذ إلى انخفاض عددها في السنوات الأخيرة وذلك راجع للأمراض المنتشرة بينها. في حين أن الخنزير الذي يعيش في الأماكن الهادئة، فهو متكاثر بنسبة كبيرة خصوصاً هذا الموسم، يردف الطبيب.


وفي آخر عرضه، قدم الأستاذ الفيض بعض التدابير التي يجب على كل ممارس أن يحترمها، تفادياً لحوادث مُميتة كثرت في الآونة الأخيرة، منها ضرورة إفراغ السلاح بعد الانتهاء، والقنص في حدود زاوية 3 أمتار وتفادي القنص مواجهة مع الطريدة، وعدم الهروب أثناء سماع صوت الفريسة، وارتداء لباس خاص بالقنص.


في ذات السياق، قدم الأستاذ عبد الله بولرباح، عن جمعية أدرار للتنمية والبيئة، عرضاً حول القنص والتنوع البيولوجي، مورداً بذلك تقديم عن مفهوم القنص، الذي أغفله ظهير 21 يوليوز 1923 المنظم للقنص بالمغرب. حيث يُعتبَر القنص من أقدم الأنشطة الإنسانية التي كانت غايتها تلبية الحاجيات الغذائية، وذلك قبل مرحلة الاستقرار واكتشاف الزراعة والرعي، إلى أن تطور القنص ليُصبح رياضة للترفيه لدى النبلاء والأسياد خلال القرون الوسطى، ليظهر في الوقت الراهن مفهوم جديد وهو الصيد السياحي أو سياحة الصيد.


بلغة الأرقام، أعطى مثالا لفرنسا التي يبلغ عدد القناصين بها حوالي 1,1 مليون بنسبة تمثل 1,7 % من السكان بمعدل 21 طريدة لكل صياد، حسب دراسة أجريت سنة 1998-1999، الشيء الذي ينتج عنه 40 مليون من الحيوانات التي يتم إبادتها إضافة إلى 8 مليون من الحيوانات المجروحة.


أما في حالة المغرب، وفي ظل شح المعلومات الكافية في هذا المجال، فيبلغ عدد الصيادين 62255 يتوزعون على 825 جمعية، وهو النشاط الذي يدر على خزينة الدولة أزيد من 900 مليون درهم (2011-2012)، حيث تأتي جهة الرباط سلا زمور زعير في المرتبة الأولى في هذا النشاط بـ 113 جمعية للقنص.


وفي الموضوع ذات الصلة بالقنص، أكّد المتدخل على أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي لما يضمن من استمرارية للحياة، ويجعل العالم يتوازن طبيعيا، وأعطى مثال مشروع تقوية قدرات الفاعلين المحليين في مجال التنوع البيولوجي الذي سهرت عليه جمعية أدرار سنة 2005، تضمن عدداً من الدراسات المتخصصة حول منطقة تاهلة.


وختم الأستاذ بولرباح عرضه بطرح إشكالية القنص في علاقته بالتنوع البيولوجي، مورداً في السياق وجهة نظر القناصين الذين يعتبرون نشاط القنص يُساهِم في إعادة التوازن الطبيعي ودعم الموارد الحيوانية، والحفاظ على مجالات الصيد والعناية بها، والحد من القنص العشوائي من خلال التنظيم في جمعيات، لكن مِن منظور علمي تُؤكد الدراسات في هذا المجال أن القنص مسؤول عن انقراض 39 % من الأنواع، باعتباره نشاطاً يشكل ضغطاً إضافيا على التنوع البيولوجي، وهو ما يسرع وثيرة الانقراض.


وللحد من الظاهرة، قدم المتدخل توصيات تضمنت ضرورة إعادة النظر في مختلف جوانب القنص من التشريع إلى التنظيم، ودعم تنظيم القناصين، وتشجيع الدراسات الجامعية في الموضوع.


وأجمع الحاضرون خلال النقاش المفتوح، على توصيات أهمها إحداث لجان بين السلطة المحلية والقناصين ومصالح المياه والغابات لمراقبة عملية القنص لما يشوبها من خروقات يتم غض الطرف عنها في غالب الأحيان، مما يكرس العشوائية وعدم احترام القانون، كما أشار أحد الحضور إلى مشكل عدم استفادة المنطقة من عملية توزيع الحجل منذ مدة واعتبره المتدخل حصاراً مضروبا على تاهلة، إضافة إلى ضرورة إحداث نوادي للرماية لجميع الصيادين من أجل التدريب والتوعية، كما أكد الحضور على ملتمس من أجل تبسيط مسطرة التجديد، وتوفير الخرائط الخاصة بالمحميات.


يوسف لخضر – تاهلة



"علاقة القنص بالبيئة" موضوع يوم دراسي بتاهلة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire