mercredi 6 mars 2013

هكذا نبست عويشة بصمت

من منا لا يحن إلى لحظات الطفولة، حيث البسمة بريئة، وأفق الأمل فسيح رحب، وللشغب طعم اللهو والمتعة، والكل يدور في فلك الأمس الجميل، أمس لا يمكن ذكره دون استحضار سيدة لم تكبر، ظلت بروح طفولي، وغابت فجأة عن كل التطلعات الطفولية، إلى مكان ما.


عويشة.


اسم يختزل اللحظة الجميلة للحاضرة التازية، اسم تربع في مخيلة كل أطفال تلك المرحلة، كأم رؤوم، وقلب عطوف، ووجه دوما بشوش، وتملكت عقول الكبار، بالسر الكامن في صبر منقطع النظير، ونضال يومي من أجل البقاء، ووفاء العهد ونبل الطوية، وحاتمية السلوك، نتجول في حواري وأزقة تازة، فنجد القطط تموؤ حسرة لفراق من كانت تقتسم معهم ما يجود عليها الزمان، والساقية قرب الضريح تذرف الدموع ماء، فقد غابت من سهرت على نظافة محيطها في أيام القر والحر.

أفلا تستحق هذه المرأة التكريم !؟


ليس في تكريمها غاية ذاتية، بل هو استحضار لسلوك يرسي قيما إنسانية حقة، نذرت أمام وقع التجهم وضيق الصدور ونرجسية النفوس. ليبعث في النفس دلالات الاحتفاء والعودة إلى الذات قبل كل شيء.


عويشة الدرويشة هي محور تكريم المرأة في نظرنا، بفعلها المتميز كسيدة، حيث تتمثل فيها، كل صور الحنان الأنثوي، والنضال اليومي ليستمر المجتمع معافى من أمراض تشوبه حين غياب سلوك سوي، هي تمظهر للمشاعر النسائية قاطبة، هي مثال حي عن دور المرأة في المجتمع ، بغض النظر عن الإمكانيات المادية والمدارك المعرفية، والانتماءات الطبقية. ببساطة هي المرأة وكفى.


8 مارس، هذا التاريخ، ليس التفاتة لحظية، بل امتداد لزمن أبدي من التأمل، غايته الاعتراف بما قدمته وتقدمه المرأة. هي فلسفتنا كجمعية، حيث لا تقبل اختزال المرأة في يوم، بل تربية على سلوك يومي، وقد يتساءل سائل عن سر هذا النشاط، لعلمه أن اهتمامنا ينصب بالأساس على تلقين الطفل، الفن الهادف، والثقافة الملتزمة بالهوية المغربية، المنفتحة على ثقافات أخرى، لنجيب، أن الفن سلوك، قبل كل شيء، وصدق قبل أن يكون جمالية، وأصدق الصدق الاعتراف.


ويأتي اختيار الاحتفاء بالمرأة المنسية، بغاية توسيع هامش التأمل، من أجل إيجاد الحلول، قبل الاعتراف. ودعوة للكل أن يخرجوا هذه الفئة المجتمعية من راقود النسيان والعزلة، نعم ،فقد وجدوا مكانا يأويهم، لكن هم بحاجة أيضا إلى قلوب تأويهم .


فهل من مجيب !؟


عن ألوان للمسرح والفن



هكذا نبست عويشة بصمت

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire