mercredi 21 novembre 2012

اسئلة على هامش الدورة : "مهدي ازرق" هناك تجاذبات ليس بين الاغلبية والمعارضة فحسب


تازة بريس تستضيف مهدي ازرق عضوبالجماعة الحضرية لتازة عن فريق المعارضة على هامش دورة اكتوبر 2012.
 
-    هناك تجاذبات ليس بين الاغلبية والمعارضة فحسب، وإنما داخل الاغلبية التي تتكون من كيانات سياسية متلونة بين الامس واليوم.
 
-    هزالة المداخيل الذاتية يبرهن بكل وضوح غياب الجانب الاستثماري، الذي يعتبر وحذه الكفيل بخلق موارد قارة وضمانة اساسية للنهوض بالشأن المحلي بشكل  يلبي الاحتياجات الاساسية للساكن.
 
-    يتحدث الشارع التازي على ان دورة اكتوبر لهذه السنة هي دورة تحكم فيها السياسي اكثر من هاجس وضع ميزانية تراعي الجوانب التنموية للمدينة فما صحة ذلك؟
 
 
“بسم الله الرحمان الرحيم” ، في البداية نشكر جريدة تازة بريس التي فتحت للمعارضة داخل المجلس الجماعي لتازة، صفاحتها بدون اعتبارات سياسوية ضيقة لمناقشة الشأن المحلي وتنوير ساكنة تازة، بكل مايتعلق بمستجدات المجلس البلدي لتازة.
 
نعم وبكل تأكيد فان الجانب السياسي هو الذي طغى على اشغال دورة اكتوبر المخصصة للمصادقة على الميزانية الجماعية لسنة 2013 ، وغاب عنها وبكل تأكيد الهاجس الاقتصادي، والاجتماعي، والتنموي، والذي من المفروض ان يكون من الاولويات لما له من انعكاسات على حاجيات الساكنة، التي لها انتظارات وأماني في اسهام الجماعة الحضرية في التخفيف من معاناتهم.
 
وعلى ذكر طغيان الجانب السياسي في مداولات هذه الدورة فلا بد من التأكيد على ان هناك تجاذبات ليس بين الاغلبية والمعارضة فحسب، وإنما داخل الاغلبية التي تتكون من كيانات سياسية متلونة بين الامس واليوم .فالصراع ظهر وبشكل جلي خلال الجلسة الاولى المؤجلة بين اعضاء حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة من جهة وخليل الصديقي عن الحركة الشعبية من جهة اخرى وهو مؤشر على عدم الانسجام وهشاشة التحالفات غير المتجانسة لا من حيث المرجعيات الفكرية لكل هيأة سياسية و لا من حيث البرامج المتعلقة بتسيير الشأن المحلي، وبالإضافة الى ذلك هناك صراعا سياسيا على اشده بين كل من اعضاء الحركة الشعبية و الاصالة والمعاصرة والذي يعتبر امتدادا وارتدادا لما عرفته عملية انتخاب رئاسة غرفة التجارة والصناعة والخدمات لأقاليم تازة جرسيف تاونات والدي احتد فيها الخلاف حينها بين كل من خالد حجاج عن الاصالة والمعاصرة وخليل الصديقي عن الحركة الشعبية .
 
كما ان  هناك مسالة اساسية يجب اخذها بعين الاعتبار وهو مقاطعة  المعارضة التي علقت حضورها لأشغال الدورات مند مدة  من منطلق مبادئها الثابتة وشروطها والتي ترى ان حضورها مرهون باستصدار الحكم النهائي في الملف المتابع فيه رئيس الجماعة الحضرية لتازة لما له من تأثير على السير العادي للجماعة ،نحن كمعارضة اعتبرنا ان الصراعات داخل الاغلبية المشكلة للمجلس هي صراعات مصلحية  كانت بعضها لإظهار الولاء لحميد كوسكوس كما هو الشأن بالنسبة للعدالة والتنمية بهدف تحقيق مزيدا من الصلاحيات والامتيازات في تسيير الشأن العام المحلي و لتحقيق مكاسب انتخابوية ضيقة،اما الاصالة والمعاصرة فكانت اولا لتصفية حساباتها مع خليل الصديقي وثانيا لإظهار قوة وعدد اعضائها ولاول مرة داخل المجلس .
 
ونظرا لهده الاعتبارات والاعتبارات السابقة قررنا كمعارضة مقاطعة دورة ميزانية 2013 اقتناعا منا بان الاغلبية ليس هدفها مناقشة ميزانية 2013 والتفكير في حلول واقعية لاخراج الجماعة من الوضعية المتازمة التي تعيشها وصوتنا داخل الدورة سيكون صوتا نشازا خارج تغريدتهم ،ولعل مقاطعة  المعارضة  لأشغال هذه الدورة اربك حسابات الاغلبية وكشف عدم انسجامها وهشاشة التحالفات بين مكوناتها وضعف تصوراتها واقتراحاتها لتسيير الشأن العام المحلي،وهو ما انعكس في الغياب التام لتدخلات واقتراحات اعضائها خلال مناقشة الميزانية للإشارة فان عدد المصوتين الحاضرين على الميزانية بهذه الدورة لم يتعدى عشرة اعضاء وهذا العدد اجابة واضحة و تأكيدا على ما ذكرناه سابقا .
 
-    ما هي قراءتكم لميزانية 2013 ؟
 
 
ميزانية 2013 ومن خلال ما تعكسه الارقام وبعد تحليلها تحليلا عميق،ا يتضح ان مؤشرات النمو تكاد تكون منعدمة ، والموازنة ورغم ما يبدو انها ثابتة من خلال ارقام المداخيل، والمصاريف، فان الواقع ليس كذلك لأنه تم النفخ في كثير من مبالغ بعض الفصول المتعلقة بالمداخيل، كما ان الاعتماد على قاعدة وضع الميزانيات لا يجعل منها ميزانية واقعية ومعدة بناء على معطيات واقعية، ووفق اهداف محددة تتوخى النهوض بالجانب الاقتصادي والاجتماعي المحلي وتحقق التنمية من خلال برنامج ومخطط اقتصادي واجتماعي يراعي الاولويات ويستجيب لانتظارات الساكنة.
 
ان الميزانية الحالية وفي غياب كل هذه التصورات، يعكس مدى ما وصلت اليه الجماعة من ارتجالية في مجال التسيير عامة ، وبالمناسبة فهو امتد من فترات سابقة لان الهاجس الاساسي، كان هو شمول العملية برمتها بتحقيق الاهداف الانتخابوية الضيقة ، وأحيانا طغيان ما هو ذاتي اثناء تسيير الشأن المحلي،  اؤكد من جديد انه وبالرغم ما عرفته مدينة تازة من احداث وما أداه شبابها من أثمنة باهظة وراء القضبان ، لم تكلف الاغلبية المسيرة للمجلس نفسها عناء مراعاة المتطلبات الاجتماعية للساكنة، فيما يتعلق بكل مناحي حياتها وخاصة ذات الاولوية منها وهذا ما يقرا  من خلال هذه الميزانية التي لا يرى من خلالها إلا التراجعات الكثيرة عما تم تحقيقه خلال التسعينيات وبداية سنة 2000.
 
يظهر من خلال المؤشرات ان نسبة النمو منعدمة، وهو ما تبرره مداخيل السنوات الثلاث السابقة حيث انها لم تتغير وحتى المحلل لأرقامها يكتشف ان المداخيل الذاتية للجماعة في تراجع، و لا يتم تحقيقها كاملة مما يترتب عنها فوائض مغشوشة، كما ان هزالة المداخيل الذاتية، يبرهن بكل وضوح غياب الجانب الاستثماري الذي يعتبر وحذه الكفيل بخلق موارد قارة وضمانة اساسية للنهوض بالشأن المحلي بشكل  يلبي الاحتياجات الاساسية للساكنة ، ومما يصيف للازمة ازمات اخرى ويضعها في مجال الافلاس هو ما تتضمنه ميزانية 2013 في الابواب المتعلقة بالمصاريف من مبالغ تبرز بجلاء سوء التسيير وتبذير المال العام وعدم ترشيد النفقات وفق مؤشرات النمو المنعدمة ، وخاصة الفصول المتعلقة بمصاريف استهلاك الهاتف النقال والبنزين والتنقلات……….الخ  وهي الكلفة يستفيد منها بطبيعة الحال اعضاء الاغلبية المسيرة للمجلس وتدخل في مجال الريع السياسي.
 
عموما ان ميزانية 2013، معدة بشكل الى وتقليدي كلاسيكي تعكس مدى الازمة التي يعرفها التسيير الجماعي ، وحافة الافلاس النهائي، الذي وصلت اليه الجماعة الحضرية لتازة وهذا ما كنا قد نبهنا اليه كمعارضة خلال الدورات السابقة لكن لا حياة لمن تنادي.
 
-    تحدثتم كمعارضة عن ان الجماعة الحضرية لتازة متجهة نحو الافلاس كيف ذلك ؟
 
 
ان الميزانية الجماعية لسنة 2013، اعتمدت في موازنتها الشكلية على امدادات الدولة، وعلى الضرائب غير المباشرة، التي تمنحها الدولة، في حين ان المحلل لأرقام الميزانية بعمق يجد ان المداخيل الذاتية للجماعة في تراجع ، وتتراجع سنة بعد اخرى نتيجة غياب ارادة حقيقية، لوضع تصاميم، وبرامج اقتصادية، كفيلة  بتوسيع الوعاء المالي للجماعة عن طريق خلق استثمارات من شانها ضمان مداخيل ذاتية هامة تلبي احتياجات الساكنة فالميزانية
 
فالميزانية الحالية ستعرف عجزا حقيقيا رغم ما يظهر من فائض تقديري مغشوش قدر ب 9 مليون درهم تقريبا، وهو فائض لن يتحقق في ارض الواقع، لأنه ليس مبني على اساس علمي وواقعي بل بني بالأساس على النفخ في مبالغ مجموعة من الفصول المتعلقة بالمداخيل، بهدف اظهار الموازنة بالميزانية،  لكن العاقل يدرك في الاخير ان هذه الموازنة او الفائض التقديري رقمية شكلية لا يمكن ان تتحقق على ارض الواقع، والمثير في هذه الميزانية ان باب المصاريف يعرف عدة اختلالات فاستنادا الى المبالغ المبرمجة، نرى ان بعضها قد استنزف خلال الموسم المالي المنصرم ،2012 اي بمعنى ان هناك متأخرات من الديون، وهذا ما سيجعل مسالة أداأت مصاريف السنة المالية 2013 متأخرات لن تسدد إلا خلال الموسم المالي 2014 وهكذا تحدث التراكمات ، والمثير كذلك في هذه الميزانية هو عدم الاخذ بعين الاعتبار المستحقات التي تصرف لذوي الحقوق نتيجة الاحكام الكثيرة التي صدرت ضد الجماعة الحضرية ،لقد برمج لهذا الغرض مبلغ 5 مليون درهم بينما مبالغ الاحكام الناتجة عن ذلك تصل الى 15 مليون درهم وقد ترتفع الى 40 مليون درهم سنة 2013 وخاصة مع الفائض التقديري رغم انه فائض مغشوش بسوء نية  سنستخلص ان الجماعة وصلت الى الافلاس والسكتة القلبية في حالة ما اذا تمت عملية قيصرية تسهم في انعاشها واسترداد عافيتها .
 
-    كلمة اخيرة على هامش الدورة
 
 
الكلمة الاخيرة على هامش الدورة هو، تأكيدي  على ان مسالة تسيير الشأن العام تتطلب من الساهرين عليه ان يضعوا نصب اعينهم مصلحة الساكنة، عوض اسقاط صراعاتهم الذاتية والسياسوية الضيقة على ما يتعلق بالمصلحة العامة للجماعة ، ان المهاترات السياسية داخل اغلبية غير متجانسة سياسيا قد ضيع الفرصة على النهوض بالتنمية المحلية، وفق تطلعات المواطنين ، كما ان عدم اخد مداخلات واقتراحات المعارضة بعين الاعتبار اسهم في الافلاس الذي وصلته مالية الجماعة الحضرية لتازة ، عموما اننا كمعارضة  متشائمين من مستقبل الجماعة الحضرية لتازة ونعتبر ان ميزانية 2013، مؤشرا على السكتة القلبية لهذه المؤسسة ومن الحكمة اعتبار ميزانية الجماعة ميزانية مقبولة مع العلم ان عدد عليها لم يتعدى 10 اعضاء بعد انسحاب البعض وفي ظل مقاطعة المعارضة لأشغالها.
 
 
حاورته تازة بريس


اسئلة على هامش الدورة : "مهدي ازرق" هناك تجاذبات ليس بين الاغلبية والمعارضة فحسب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire