lundi 20 mai 2013

التعليم في الوسط القـروي: أسئلة توسيع العرض المدرسي وأفق تجاوز القسم المشترك

ذ.عبد السلام انويكُة/ تازة


القسم المشترك موضوع اليوم الدراسي الذي نظمه مؤخرا، الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة.هذا مشهد تربوي مجتمعي، لصيق بالمدرسة المغربية بالوسط القروي.والمسألة هي نتاج شروط عدة ومتداخلة، فإلى جانب الرهان العمومي في تعميم التعليم والقرب وتوفير الخدمة التربوية.هنااك رغبة التخفيف من نزيف الهجرة القروية، وتقوية حكامة كل ما هو تربوي كائن بالوسط القروي.والقسم المشترك كظاهرة شبه ثابتة في المدرسة المغربية بهذا المجال الذي تأثر باختلالات التنمية البشرية منذ عقود.بقدر ما يحتاج الى اجراءات تأطيرية ونظرية وانجازات عملية بمثابة بدائل واقعية، من شأنها تحقيق تدبير أفيد للوضعيات، بقدر ما يحتاج الى عدة بيداغوجية والى تكوين وتكوين مستمر، بقدر كذلك لإستحضار واشراك كل العناصر الفاعلة والمعنية بالمسألة، من اطفال متمدرسين وأطر تربوية وادارية، في أفق التجاوب مع التحديات المطروحة على الجميع، أفراد وجماعات ومؤسسات وغيرها.وفي أفق تأمين خدمات حقيقية لمنظومة التربية والتكوين، بغير واقع الحال الذي يعرفه الجميع من حيث المردودية.وهو ما يشغل مساحة هامة من الرأي العام ومن النقاش العمومي عند كل الأطراف المتقاطعة، خصوصا لدى الوزارة الوصية من خلال مؤسساتها مركزيا جهويل ومحليا.


اليوم الدراسي في الموضوع والذي عقد مؤخرا بتازة، لم يكن يروم ايجاد حلول شافية للمسألة وعيا بما توجد عليه هذه الأخيرة من تعقيد وامتداد في الزمان والمجال، اصبح معه من الصعب الخروج برؤى موحدة، وبمنهج عمل متفق عليه بيداغوجيا واستراتيجيا.وعليه كان الرهان في اشراك الأطراف ذات التماس مع الإشكال، تحديدا المؤطرين التربويين والأساتذة المكونين المعنيين بمجزوءات الأقسام المشتركة على مستوى مراكز التكوين، هذا بالإضافة الى عدد من الأساتذة المطبقين ذوي التجربة والخبرة العملية، مع عملية اشراك واسعة للطلبة الأساتذة المتدربين من أجل الإنخراط في الموضوع من خلال تساؤلات ووجهات نظر مستقاة من الإحتكاك بواقع الأقسام المشتركة، مستفيدين من الوضعيات المهنية  التي انفتحوا عليها بالوسط القروي.والقسم المتعدد المستويات كما في فهم الجميع، من الفاعلين والمعنيين بالتعليم الإبتدائي في العالم القروي، لايزال بدون برنامج خاص.فقط عملية تجميع لبرنامجين أو أكثر مستقلين لمستويين تعليميين أو أكثر.الوضعية التي يحتاج معها الأمر لقراءات متأنية للمتن والعناوين بنوع من الخلخلة والتفكيك والبناء الإدماجي .والمسألة بقدر ما تبدو سهلة المنال، بقدرما تحتاج بالإضافة إحكام تدبير مفاصل الإختلاف والتشابه بين المقررات.الى مهارات بيداغوجية وتقنيات داعمة للتنزيل والأجرأة.في غياب دليل مساعد ومرجعية منهجية موحدة للرؤية البيداغوجية لدى المدرسين، كثيرا ما نجد هؤلاء خاصة منهم المبتدئين.على درجة من الإرتباك في مثل هذه الوضعيات، ان من حيث التخطيط والإعداد أو التدبير.ما يعمق من صعاب الجوانب الديداكتيكية عند المدرسين ومن الإكتساب عند المتمدرسين.وليس القسم المشترك حجرة دراسية، تجمع بين عدة مستويات خلال مساحة زمنية محددة، كما قد يعتقد الكثير.بل مجال بفوراق ومعطيات نفسية، يحتاج معه الأمر الى بيداغوجيا أكثر انسجاما، من حيث الطرائق المعتمدة والدعامات والأنشطة، والتي من شأنها الإسهام في بلوغ الأهداف المسطرة والكفايات عند المتمدرسين المتباينين من الأطفال.ومن جملة الإكراهات التي تنضاف الى كل هذا وذاك، هناك إشكال تدبير الزمن وفضاء القسم في آن واحد.بحيث الزمن مشترك والمكان كذلك ومن هنا الحاجة الى مهارات توزيع الأدوار، بما يخدم السير الطبيعي والمشترك للعملية، في مثل هذه الوضعيات حيث تدبير الأزمة ان صح هذا النعت.وفي مؤسسة تعليمية/فرعية تلاحقها محدودية النتائج لأسباب متداخلة، لدرجة فقط احيانا تمكين الأطفال من التلقي المعرفي على علة شروطه في الواقع، وبما يسهم على الأقل في التخفيف من الأمية والتي لاتزال تحكم المعيش في الوسط القروي.الى حين الإسهام الجماعي كل من موقعه، في تجاوز ظاهرة القسم المشترك من خلال بدائل موضوعية وشافية بأقل تكلفة ممكنة وفي تناغم تام بين كل الفرقاء من حيث الإختيار.أولا من أجل تجاوز ما يسجل من ضعف في المردودية، وثانيا حتى لايكون القسم المشترك بمثابة استسلام لأمر واقع لم يتم التمكن من تغييره، ولا يمكن فيه الرهان على جهد واجتهاد الأستاذ مهما كانت كفايات هذا الأخير.لمناقشة هذا الموضوع مع المعنيين والفاعلين التربويين، ولمقاربة البيداغوجي والديداكتيكي في علاقة بواقع الأقسام المشتركة في الوسط القروي، ومن اجل بلورة حديث مشترك حول البدائل الممكنة عمليا، كبنيات موجهة لخدمات المنظومة التعليمية في أفق التجويد والحكامة.من اجل كل هذا وذاك و لتوسيع النقاش العمومي حول الموضوع، وفي إطارأنشطته التواصلية البيداغوجية، وبرنامجه الموازي للموسم التكويني الحالي2012-2013، وتحت شعار المدرسة الجماعاتية رافعة لحكامة التمدرس في الوسط القروي.نظم مؤخرا الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة، يوما دراسيا توزع على برنامج عروض علمية لباحثين ومتخصصين وتربويين مؤطرين، بالإضافة الى ورشات موازية حول ديداكتيك القسم المشترك، المزامنة المتناسقة والتوزيع المتوازن، ثم تدبير العلاقات بين المتمدرسين.



  • . من أجل نهج يروم تنويع الطرائق والوسائل، بما يتجاوب مع الفئات العمرية.


د.محمد المراحي باحث في الأدب الفرنسي ومكون تربوي، استهل مداخلات هذا الموعد العلمي، بعرض حول البيداغوجيا الفارقية والأقسام المشتركة.كنهج يروم تنويع الطرائق والوسائل، بما يتجاوب مع الفئات العمرية.ويستهدف تحقيق اجراءات تعليم وتعلم، تسمح باشراك الجميع من المتمدرسين الأطفال.المتباينين من حيث العمر العقلي والإستعداد النفسي والمعرفة، القدرة على التكيف وبناء العلاقات، والمتواجدين في فضاء واحد دراسي، كل ذلك من اجل بلوغ أهداف يلتقي فيها الجميع اعتمادا على ما يتم ادراجه في العملية التعليمية التعلمية من تقنيات.الباحث أبان على أن البيداغوجيا الفارقية ليست بنظرية جديدة في التربية، بقدر ما تشكل من جهة روح العمل التربوي المتمثلة في أخذ خصوصيات المتعلمين بعين الاعتبار، ومن جهة ثانية القدرات والكفايات المستهدفة في البرنامج الرسمي المقررة.لدرجة كونها بمثابة بيداغوجيا سيرورات التعلم تحكمها التفريدية التدبيرية والتنويع الآلي التقني الديداكتيكي.ما يعني في العمق مبدأ تكافؤ الفرص وشعاردمقرطة التعليم، كذلك درجة الوعي من قبل الجميع أفرادا ومؤسسات في التخفيف من إشكال الفوارق في عملية التعليم والتعلم.على أساس أن الإكتساب لا يتم بنفس السرعة بين المتعلمين، والذين لايقومون على استعداد موحد وفي نفس الوقت لعملية التعلم والتلقي، بل هم بغير المرجعيات النفسية والسسيوثقافية، ولا الإهتمامات المتشابهة والحوافز الداعمة لبلوغ الأهداف المسطرة.الأستاذ تحدث عن الطريقة المتقاطعة في القسم المشترك، والتي تستمد مشروعيتها من بيداغوجيا الفوارق الفردية.حيث الأهداف المشتركة كجدع مشترك، والتي ينبغي أن يحققها المتمدرسون من الأطفال ضمن زمن تربوي معين.والأهداف الفارقية أو ما يعرف كذلك بالفروع الفارقية.



  • .في أفق إحكام تقسيم وتدبيرالموارد ومن أجل آليات أقل كلفة في القسم المشترك.


في مداخلة ثانية حول عدة الإشتغال في القسم المشترك، من خلال الوثيقة الرسمية الكتاب الأبيض نموذجا.للباحث ، د.حسن حسناوي.تم الحديث عن تعدد النظروتباين المواقف في المواعد العلمية التربوية حول ظاهرة القسم المشترك الإيجابي فيها والسلبي منها، ما يسهم في مزيد من اكراه تدبير المنظومة التربوية.وأنه في جميع الأحوال وما دام كون الظاهرة حقيقة بالوسط القروي بعبئها المركب على المدرس بالطور الإبتدائي.بات من الأفيد البحث والتفكير في آليات تعامل بأقل كلفة ممكنة.في هذا الإطار والى حين  الخروج باجراءات عملية بنيوية من قبل الجهات الوصية، تحدث الأستاذ عن ما يمكن الإشتغال عليه كحلول جزئية على مستوى التدبير، تحديدا امكانية تفكيك البرامج واعادة تركيبها بما يخدم القسم المشترك.خاصة وأن هناك من النقاط والأسس ما يشجع على العملية، يكفي فقط اعتماد اجراءات داعمة لهذه المبادرة من قبل الفاعلين المباشرين.اساسا منها القراءة العميقة التقنية لتركيبة المقررات الدراسية، في جميع المواد المعنية بالسلك الإبتدائي.الإعتماد على ما هو مقرر رسميا بعيدا عن الإجتهادات لتوحيد الرؤية نسبيا.هذا بالإضافة الى فرز متن دروس المواد وعناوينها، تلك التي تشكل برامج المستويات المعنية بالقسم المشترك، بقصد تحقيق عملية تصنيف دقيقة لمحتويات دراسية يمكن التمييز فيها بين المتجانس والمتباين.هذا قبل الإقدام على ترتيب هذه الأخيرة ضمن خانتين، الأولى بعناوين ومضامين القسم الأدني والثانية بالقسم الأعلى.في هذا السياق ولإنجاح العملية تم التأكيد في هذه المداخلة، على أهمية بناء تخطيط مشترك على المدى البعيد، في اطار ما يعرف بالتوزيع السنوي، كل ذلك من أجل إحكام تقسيم الموارد على المجالات والأسابيع والأيام.على أن هذا الجهد لا يعني البديل الموضوعي ولا السحري النهائي للظاهرة، بقدر ما يسهم فقط في تدليل الصعاب والتدبير بأقل هفوات ممكنة.الأستاذ توقف بشكل دقيق لإثارة مسألة الغلاف الزمني، والمكونات كذلك الحصص الدراسية والمدد الخاصة بكل حصة على حدى.معتمدا في ذلك على جداول مفصلة تم اعدادها باتقان بحكم التجربة والخبرة المكتسبة.تم فيها احصاء المتجانس والمتباين من الدروس المقررة في جميع المستويات.مع تقديم أمثلة اجرائية في الموضوع لفائدة الأساتذة المتدربين والمكلفين بالتطبيق.وكان رهان الأستاذ من خلال مداخلته وفق هذه المقاربة تجاه القسم المشترك، ابراز سبل تطويع المقررات وتكييفها وفق ما يساعد على التجاوب مع واقع وحاجيات القسم المشترك في المدرسة المغربية.وما يسمح بالتخفيف من عدد الجدادات التي كثيرا ما تكون بارهاق كبير على المدرسين في الطور الإبتدائي.كذلك استفادة المتمدرسين من الزمن الخاص بكل مادة، واعطاء الدرس ما يستحق ديداكتيكيا.



  • .الأقسام المشتركة والتعلم الذاتي  النماذج الممكنة وسيرورة التعلمات.


من خلال عمل مشترك بعنوان الأقسام المشتركة والتعلم الذاتي للأستاذين الباحثين، د.ميمون الموساوي/ د.لخضر بويحياوي.تم التوقف على مسألة الإعداد والأجرأة في علاقة العمليتين بالمادة المعنية  والوسائل المعتمدة والمتعلم أساسا.عبر تقنية تقديم درسين في حصة واحدة، من خلال عرض النماذج الممكنة في هذا الإتجاه.مع الإشارة لأهم ما يسجل من مزايا وسلبيات لهذا الأسلوب في علاقته بالأهداف المسطرة والكفايات.تقنية الدمج كانت ضمن النقاط التي الحديث عنها، كاسلوب يروم التعامل مع المتمدرسين في القسم المشترك، وكأنهم ابناء قسم واحد معنيين كمجموعة بالسير العام للعملية التعليمية التعلمية.وبقدر لهذه التقنية ايجابيات عدة لفائدة المدرس، بقدر ما تكون بعيوب تربوية، تخص سطحية المعارف والمهارات المكتسبة.بالمقارنة مع ما يحصل مع  البرنامج العادي، خاصة ما يتعلق بدرجة توظيف الدعامات وتحقيق الأهداف.نفس الشيء ما تم الحديث عنه في تقنية العمل بالمجموعات وما يرتبط بها من اجراءات عملية، ومن توزيع للأدوار بين المتعلمين.الأسلوب الذي يقوم على مزايا منها، ترسيخ المفاهيم في الأذهان وحث التلاميذ على الجهد والتعلم الذاتي والاستقلالية في العمل في اطار روح التعاون.يبقى من عيوب الأسلوب الاعتماد على بعض العناصر البارزة في المجموعة، وصعوبة ضبط الأستاذ للقسم خصوصا إذا كان عدد التلاميذ به كبيرا.



  • .الأقسام المشتركة بين التصور والتطبيق نماذج لمستويات وحصص.


واغناء للنقاش التربوي حول الأقسام المشتركة، وتحقيقا للتواصل المرغوب فيه بين المكونين وأطرالتفتيش التربوي والفاعلين المباشرين الميدانيين من الأساتذة.كان اليوم الدراسي باسهامات نظرية بقيمة عالية، من خلال مداخلات لمفتشين عن الجهة.كالتي تقدم بها ذ.محمد أضادي عن نيابة اقليم تاونات، في موضوع تدبير الأقسام المشتركة بين التصور والتطبيق.وبأسلوب المتمكن المتتبع تم عرض مجموعة نقاط مركبة حول القسم المشترك، مع نماذج لمستويات تعليمية وحصص.كانت بأثر ايجابي على الجميع خاصة الطلبة الأساتذه المتدربين، على مستوى تجاوز صعاب وتساؤلات.حول تدبير القسم المشترك، بما يحافظ على توازن واسس العملية التعليمية، ويتجاوب مع التوجيهات والأهداف المسطرة.



  • .الارتقاء بسبل الأجرأة، واغناء كفايات الفاعلين في القسم المشترك.


وفي تقاطع مع السياق نفسه كانت مداخلة ذ.محمادي يعكًوبي عن جهاز التفتيش بالطور الابتدائي، رئيس مصلحة الشؤون التربوية سابقا بنيابة تازة.مداخلة توجهت بالأساس الى قراءة واقع حال الأقسام المشتركة كبيداغوجيا معتمدة وكانجازات على ارض الواقع.مع رصد دقيق لمجموعة آليات من شأنها الإرتقاء بسبل الأجرأة، واغناء كفايات الفاعلين خاصة منهم المبتدئين.في عرضه الذي توزع على التمثلات والمفاهيم ومسألة التنزيل، اعتمد الأستاذ لغة الأرقام والجداول والإحصاءات والخطاطات المركبة، ذات التماس مع الهندسات التربوية الحديثة.مستفيدا من تجربة عمل اداري وخبرة حوالي العقدين من الزمن في التأطير التربوي بالوسط القروي.ما سمح بتكوين صورة شافية حول خريطة القسم المشترك، ومعها الميكانزم البيداغوجي الممكن اعتماده، إنسجاما مع ما هو كائن من عدة وبنية تربوية.وحول كذلك ما يوجد من صعاب تدبيرية، ومن حاجة في الإجتهاد لتأمين سيرورات العملية التعليمية.   ومداخلة ذ.محمادي يعكًوبي بقدرما استهدفت تدويب الكثير من التخوفات لذى طلبة مراكز التكوين، حول تدريس الأقسام المشتركة بالوسط القروي.بقدرما توجهت الى  توسيع وعاء، إقدارهؤلاء على التعامل المنفتح والإجتهاد الذاتي.للتجاوب مع وضع تعليمي تعلمي، في حاجة لادماج المكتسب ككفاية مهنية، وحسن استثمار ما هو أداتي ضامن لعمليات التخطيط والتدبير والتقويم.مع أهمية الإشارة الى تعدد سبل تدبير التعلمات في القسم المشترك، شأنه في ذلك شأن القسم العادي.بحيث هناك مساحة من حرية الأستاذ لتنظيم عمل المتمدرسين من الأطفال، بما يراه منسجما ومفيدا من الأساليب والمرونة.



  • .الوثائق الرسمية وتثمين رهان المدرسة الجماعاتية بالوسط القروي.


وحول آفاق منظومة التربية والتكوين بالوسط القروي، والبديل الذي من شأنه نسبيا تجويد العملية التعليمية، وتجاوز واقع حال الأقسام المشتركة.توجهت مداخلة ذ.عبد السلام انويكًة باحث في التاريخ، بالحديث حول القسم المشترك وضمنيا التعليم بالوسط القروي، ورهان المدرسة الجماعاتية من خلال سؤال الكائن كإنجاز وتجارب.والممكن استراتيجيا على مستوى تدبير المجال والإنسان، من أجل تحقيق الإنتقال الإنمائي وحكامة تدبير الموارد، بما يتجاوب مع التحديات التي لاتزال عالقة حول التنمية البشرية بمفهومها الواسع في العالم القروي.المداخلة انبنت على قراءة المسألة من خلال وثائق ثلاث رسمية، أولا تقرير المجلس الأعلى للتعليم في نسخته الأولى حول المنظومة التربوية وآفاقها.وهي الوثيقة التي ابانت بشكل صريح عن الشروط الصعبة، ومزاولة المهنة بالوسط القروي.بحيث الى جانب وضع البنية المدرسية وتجهيزاتها، والنقص الحاصل في الوسائل الديداكتيكية، ورد الحديث عن الأقسام متعددة المستويات.وما يحيط بالإيقاع العام للمحيط التربوي من معاناة في الإستقرار والتنقل، هذا في غياب تدبير للموارد البشرية يقوم على أساس النتائج والمساءلة، وعلى الحفز المستحق للمدرسين.الوثيقة الثانية التي اعتمدتها المداخلة، كانت هي البرنامج الإستعجالي2009- 2012 ، والذي أورد في مجاله الأول الخاص بالتحقيق الفعلي لإلزامية التعليم الى غاية15سنة.تحديدا في الفقرات الخاصة بمشروع E1.P2 ومشروعE1.P4 والمتعلقين بالتعليم الأولى وبتكافؤ فرص ولوج التعليم الإلزامي.ورد حديث عن تحسين ظروف الإشتغال التربوي في القسم المشترك، بتحديد مستوياته في ثلاثة كحد أقصى.مع الإقرارالصريح بانجاز مدارس جماعاتية، بالجماعات القروية ذات الكثافة السكانية.وفتح مرافق داخلية بمؤسسات التعليم الإبتدائي، لمواكبة تطور رهان المدارس الإبتدائية الجماعاتية بالوسط القروي.ومن خلال الوثيقة الثالثة المتعلقة بقانون مالية2013، والتي تم فيها الحديث عن تخصيص الحكومة المغربية، لما يناهز 42,37 مليار درهم لمواصلة جهود توسيع العرض المدرسي، عبرعدة آليات منها إنجاز50 مدرسة جماعاتية.ما يعني تثمين الرهان، في تدبير المسألة التعليمية بالوسط القروي.بقصد مواكبة الإصلاح على اساس الحكامة الجيدة للمنظومة.والتجاوب مع نقاش عمومي واسع  بدأ منذ عدة سنوات، بين الفاعلين التربوين ومكونات المجتمع المدني التربوي ووسائل الإعلام ومؤسسات تكوين الأطر وغيرها من الأطراف الوصية والمعنية، بواقع حال التمدرس كخدمة عمومية حيوية، في مناطق ذات هشاشة اجتماعية وصعبة الولوجية.والمدرسة الجماعاتية التي ينسجم حولها رأي الرسمي والموازي من المعنيين، في أفق أجرأة بدائل من شأنها الإرتقاء بأداء المنظومة وانصاف الجميع.ما هي  سوى مشاريع طموحة لمؤسسات تعليمية بالوسط القروي، بمواقع توطن تحكمها شروط حياة متوازنة.بمثابة تركيبة مرافق متكاملة الأدوار ومندمجة، من شأنها تحقيق أجرأة حقيقية لدورالمؤسسة في التنمية، وتفعيل الحياة المدرسية.رد الإعتبار للمدرسة والمدرس بعيدا عن الفرعيات والشتات، وهدر الموارد المالية البشرية.الإستعمال الأمثل للحجرات لبلوغ الممكن من الحكامة التربوية، أكثر من هذا وذاك الحد من تشتيت المدرسين ومن ظاهرة الأقسام المشتركة، والرفع من جودة الأداء التربوي بتفعيل المهام الأساسية لهيئة التأطير في التكوين والتنوير والبحث ومقاربة الوضعيات.هذا بالإضافة الى ما يمكن أن تسهم به المدارس الجماعاتية، من انصاف للأطفال المتمدرسين في وضعية اعاقة، عبر تعزيز بنية الإستقبال الملائمة لظروف هؤلاء، ومن حد لظاهرة الغياب في صفوف المتمدرسين والمدرسين على حد سواء.وبعيداعن أية أحكام مسبقة تجاه ورش المدرسة الجماعاتية، وأية قراءات ذاتية سوداوية ومنطوية، ومجانبة للرهان المجتمعي في التنمية.وبعيدا عن أية لخبطة تخويفية وتسويق للسواد، تبقى المدارس الجماعاتية نتاج متخصصين وباحثين استراتيجيين، تروم عمليا تنزيل آليات اصلاح.بمساحة واسعة من التوافق والشراكة بما ينسجم مع الحكامة الجيدة.والأهمية الإجتماعية لهذا الورش التربوي، تجمع بين تجاوز هواجس العزلة والمسالك الوعرة والأودية والأمطار وانقطاع الطرق ونقص التموين.وتدفع باتجاه انخراط جديد للفاعلين في العملية التعليمية بما يخدم الوسط القروي، والخروج من ثقافة المبررات والإحباط وعدم الرضى لدى المدرسين.هذا بالإضافة الى تجاوز الخلل التربوي في علاقته بالإنتاجية والتقويم والتكلفة، وتجاوز ظروف التمدرس في القسم المشترك، حيث تعثرات الإكتساب والإندماج والنمو.مع ما يمكن أن يسجل عبر هذا الورش، من طموح في التخفيف من الهدر المدرسي وتشجيع تمدرس الفتاة القروية.تحقيق الإلتزام الجماعي في تعميم التمدرس وتجويده، هذا بالإضافة الى التجاوب مع الطموحات الوطنية وتحديات العولمة تقنيا وثقافيا.انما من أجل كل هذا ولتأمين النتائج مادام أن المدرسة الجماعاتية في العمق هي تحد تربوي وطني، لابأس من تعميق النقاش بين جميع المعنيين من جماعات محلية واكاديميات جهوية ومجالس اقليمية ومكونات مجتمع مدني تربوي لصيق بالمدرسة المغربية العمومية، هذا بالإضافة الى باقي الآليات الأخرى الداعمة من إعلام وفاعلين اقتصاديين وباحثين ومكونين وغيرهم.مع أهمية الإشارة الى أن ورش المدرسة الجماعاتية الذي انطلق منذ عدة سنوات، بخطوات مشجعة وبعدد من الأقاليم بما فيها اقليم تازة، من خلال تجارب في هذا الشأن، البعض منها يشتغل والبعض الآخر في طور التهيئة والإعداد.ومادام أن الرهان يهم الوسط القروي، فهو بحاجة لعمليات تحسيس وتوعية لوضع الساكنة في الصورة الحقيقية للطموحات العمومية تربويا واجتماعيا.بحيث المصلحة العامة تقتضي من الجميع تجاوز التباينات القبلية والحساسية السياسية، من أجل موقع حقيقي للمدرسة بالبوادي المغربية.كل هذه الأفكار وغيرها كانت موضوع نقاش واسع، على هامش اليوم الدراسي الذي نظمه مؤخرا الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بتازة.سواء من خلال العروض العلمية أو الورشات التي توزعت على الأقطاب الثلاث إنسانيات علوم ولغات.والتي أبان فيها الطلبة الأساتذة المتدربين، بعد فترة وضعيات مهنية حول القسم المشترك بالوسط القروي.عن مكتسبات مهنية عملية ووجهات نظر، على درجة عالية من القيمة المضافة لفائدة التكوين النظري ولفائدة الإسراع بتوسيع وعاء المدارس الجماعاتية لتجاوز ما يطرحه القسم المشترك من اكراهات تعوق تجويد العملية التعليمية.وكان وراء حسن تدبير هذا اليوم الدراسي وتوجيه فقراته وتنشيط ورشاته، عدد من أطرالتفتيش التربوي والتكوين بالمراكز.الأساتذة يوسف عفري، عبد الكريم سعيدي، محمد البركة، نجيب طريمس، محمد اليعقوبي، العاجل الغازي، محمد بوجداين، عبد الله عسري، لحسن الصديق، محمد غانم، مونية شيبوب، وذ.محمد اندور.ومن المتوقع نشر أعمال المداخلات العلمية التي تضمنها برنامج اليوم الدراسي، الذي نظمه الفرع الاقليمي للمركز الجهوي للتربية والتكوين بتازة.ضمن مجلات متخصصة تعميما للفائدة والنقاش التربوي.وعقد لقاء تقييمي من أجل بلورة محاور علمية قادمة  وداعمة للبحث العلمي ببعد جهوي ووطني.



التعليم في الوسط القـروي: أسئلة توسيع العرض المدرسي وأفق تجاوز القسم المشترك

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire