مراسلة مفتوحة إلى السادة الوزراء حول وفاة فاطمة الرمالي بإحدى العيادات الخاصة بتازة

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
فرع تارة

تازة بتاريخ 07/01/2013

إلى السادة:

السيــــد وزير العدل والحريات

السيد وزير الصحة

السيد الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بتازة

تحية واحتراما وبعد،

الموضـــــوع: المس بالحق في الحياة

وردت شكاية على فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وفي عملية استماع للمواطن عمر البطاوي الحامل لبطاقة التعريف الوطنية تحت رقم 31849W والقاطن بحي المسعودية تجزئة افريواطو الشقة رقم 1 بتازة، مفاد الشكاية وعملية الاستماع أنه فقد زوجته الحامل التي كانت تدعى قيد حياتها فاطمة الرمالي بأحدى العيادات الخاصة بمدينة تازة، حيث صرح أن زوجته الهالكة وبتاريخ 14 دجنبر2012، كانت قد حجزت غرفة بالعيادة المذكورة قصد الولادة، وبعد ساعات قليلة يصرح السيد عمر البطاوي أن صاحب العيادة هاتفه للحضور بسرعة وعند قدومه أخبره بأن زوجته تعاني من حالة صدمة ومضاعفات خطيرة، وأن عليه الصبر مما خلق لديه ريبة وشعورا بالخوف من أن زوجته تكون قد توفيت وأن تطمينات هدا الطبيب مجرد تهييئه النفسي لفقدان زوجته وجنينها وأمام إلحاح الزوج وحضور أفراد أسرتها على وجه السرعة من واد أمليل، أضاف أن الطبيب أخبر الزوج وأسرته بأنه لا يتوفر على طبيب مختص في الإنعاش وأنه يجب نقلها إلى المستشفى العمومي ابن باجة مما عمق الشكوك حول وفاتها.

وفجأة قدمت سيارة إسعاف حيث تم إخراج زوجتي عبر هذه السيارة جثة هامدة رافضا أن يركب أي أحد من أفراد أسرتها إلى جانبها، وبعد التحاق الأسرة وزوج فاطمة الرمالي بالمستشفى الإقليمي لتفاجئهم طبيبة – وهي بالمناسبة تشتغل كذلك بالعيادة السالفة الذكر التي توفيت فيها السيدة فاطمة الرمالي – بأن المرأة الحامل توفيت وبسرعة تم تسليمهم شهادة الوفاة.

بعدها مباشرة التحقت الأسرة والزوج متقدمين بشكاية إلى نائب وكيل الملك الذي خيرهم بين تسليمهم ورقة الدفن وبين تشريح الجثة على أن ينتظروا حتى يوم الاثنين القادم، قبل عملية التفكير في الخيارين المطروحين سلم نائب وكيل الملك للزوج ظرفا مغلقا ليبلغه إلى طبيب بالمستشفى الإقليمي ويستنتج من أن هذا الظرف يصرح عمر البطاوي فيه أمر من نائب وكيل الملك للطبيب في المستشفى بفصل الجنين عن أمه الذي سيتبين أنه هو الأخر قد توفي.

وأمام الضغط المعنوي وفقدان الزوج لزوجته والجنين وأمام تعقد المساطر وطولها وأمام ضغط الأسرة بالإسراع بعملية الدفن يصرح السيد عمر البطاوي أنه تسلم شهادتين بدفن الزوجة والجنين مقابل التزام عدم متابعة الطبيب أمام القضاء.

أمام هده الوقائع وحيث إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تذكركم باسترخاص فظيع للأرواح البشرية في أقسام ولادات المستشفى الإقليمي ابن باجة والعيادات الخاصة، وإذ نذكركم بأن وفاة السيدة وجنينها مس صريح بالسلامة الجسدية وضرب لأقدس الحقوق وهو الحق في الحياة الذي تضمنه المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة السادسة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والمادة 20 من الدستور المغربي “الحق في الحياة هو أول حقوق كل إنسان ويحمي القانون هذا الحق” لذلك نطلب منكم التدخل العاجل لفتح تحقيق نزيه ومستقل ومحايد إعمالا للقانون وصونا للكرامة البشرية التي تنتهك كل حين بالمستشفيات العامة والخاصة بهذا الإقليم.

وفي انتظار تدخلكم وتنوير الرأي العام المحلي والوطني ومده بالحقيقة كاملة تقبلوا السيد الوزير فائق التقدير والاحترام.

عن مكتب الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع تازة

مراسلة مفتوحة إلى السادة الوزراء حول وفاة فاطمة الرمالي بإحدى العيادات الخاصة بتازة