dimanche 20 janvier 2013

بني وليد : سكان أولاد اغزال و أولاد بوتين ينتفضون ضد العزلة و يستعدون للتصعيد بعد أن تجاهلتهم الجماعة و كذبت عليهم السلطات الإقليمية في حوار رسمي

“هاذا عيب هاذا عار … الدوار محاصر” / “علاش جينا و حتجينا … الطريق اللي بغينا … السبيطار سدوه لينا” / ” شوف شحال من حكومة… والمحنة هي المحنة” / “الحيوط هاهما … المسؤولين فينا هما” / …. هكذا هتفت حناجر فلاحي دواري أولاد اغزال و أولاد بوتين يوم أمس خلال قافلة احتجاجية انطلقت من دوار أولاد اغزال مرورا بمقر الجماعة القروية ووصولا إلى عمالة الإقليم للمطالبة بفك العزلة القاسية عن الدوارين و فتح المستوصف القروي المغلق منذ عشر سنوات.

القافلة العفوية التي شارك فيها أزيد من 50 مواطنا من الدوارين المذكورين و بعض المتضامنين الشباب من مركز الجماعة، جسدت في البداية وقفة احتجاجية ببهو جماعة بني وليد دامت أزيد من ساعتين، دون أن تجد أية آذان صاغية (أو حتى غير صاغية) من المسؤولين الجماعيين الذين “اختاروا الاختفاء عن الأنظار عوض الجلوس إلى طاولة الحوار مع الساكنة”. وهو ما دفع المحتجين إلى مواصلة المسير صوب عمالة الإقليم حيث نظموا وقفة احتجاجية ثانية تزامنت مع وقفة أخرى لساكنة أوطابوعبان ترفع نفس المطالب.

وعبر خلية الاتصال بعمالة تاونات استمعت السلطات الإقليمية لمطالب المتظاهرين ووعدت بتعيين لجنة تقنية من العمالة بالإضافة إلى تقني الجماعة و السلطات المحلية للتنقل إلى عين المكان في نفس اليوم و معاينة حالة الطريق المقطوعة بين سيدي سوسان و تمدغاص، لتحديد نوعية و حجم التدخل في أقرب الآجال. أما فيما يتعلق بنقطة “إعادة فتح المستوصف القروي المغلق منذ عشر سنوات” فقد شرح ممثل السلطة الإقليمية لوفد المحتجين أن المشكل مطروح بحدة على المستوى الإقليمي ككل ضاربا المثل بالمستشفى الإقليمي بتاونات و الخصاص المهول الذي يعانيه في الأطر الطبية.

من جانبهم عبر المتدخلون من ممثلي الساكنة المحتجة عن أملهم في الإسراع في إيجاد حل ناجع و دائم لمشكل العزلة التي يضطرون لتجرع معاناتها طيلة شهور الشتاء الطويلة و القاسية، مؤكدين لممثل السلطة عزمهم الاستمرار في أشكالهم النضالية التي يمكن أن تتخذ أشكالا غير مسبوقة في حالة الاستمرار في تجاهل مطلبهم الحيوي و صم الآذان عن صرخاتهم التي ملأت سماوات بني وليد طيلة عقد من الزمن. كما اقترحوا كحل مؤقت لمشكل “إغلاق المستوصف المحلي” الإعتماد على الموارد المحلية المتوفرة لفتح المستوصف و لو ليوم في الأسبوع لتقديم الخدمات الطبية البسيطة كتلقيح الأطفال و النساء.

يذكر أن ساكنة دواري أولاد اغزال و أولاد بوتين سبق و أن نظمت أوراشا تطوعية متعددة لصيانة و إصلاح الطريق المذكور بتأطير من جمعية توازة للثقافة و التنمية، شارك فيها عشرات المتطوعين و ساهم آخرون ماديا و عينيا لجلب بعض الآليات و المواد الأولية، و كانت جماعة بني وليد قد بدأت أشغال صيانتها و تزويدها بالمنشآت الفنية الضرورية السنة الماضية بمشاركة السكان وبعد احتجاجاتهم المتكررة قبل أن تتوقف فجأة لأسباب مجهولة.

و تعم حالة من الاستياء و الاستنكار في أوساط الساكنة المحتجة بعد تراجع السلطات الإقليمية عن وعودها و عدم تنفيذ مع وعد به الكاتب العام للعمالة من تعيين لجنة تقنية تحل بعين المكان لتحديد نوعية التدخل، فيما يرجح أن تعقب خطوة فلاحي أولاد اغزال و أولاد بوتين خطوات أخرى في القادم ما الأيام و الأسابيع للفت الانتباه لمعاناتهم التي لم تأخذها بعين الاعتبار لا الجماعة المحلية و لا السلطات الأقليمية.

محمد الهاشمي


بني وليد : سكان أولاد اغزال و أولاد بوتين ينتفضون ضد العزلة و يستعدون للتصعيد بعد أن تجاهلتهم الجماعة و كذبت عليهم السلطات الإقليمية في حوار رسمي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire