vendredi 18 janvier 2013

مجلس "الكارطا" لجماعة الزراردة

يوسف لخضر-الزراردة

يوسف لخضرالمتأمل لواقع حال الزراردة، إقليم تازة، سيخلص إلى أن الزمن توقف هنا، والعارف لما يجري هنا سيتمنى لو أن الزمن عاد إلى الوراء لكان أحسن، ليس لأن السنين التي مضت كانت الزراردة في أوج التنمية وعزها، ولكن لأن المجلس الحالي غائب وحاضر في نفس الوقت. فأغلب أعضائه أمّيون لا يفقهون شيئاً، ومُعظمهم مُنشغل بعمله وانصرف عن “تسيير” الجماعة إلى حال سبيله، والبعض الآخر لزِم الجلوس في المقاهي عوض المجلس، أما رئيس الجماعة فلا حضور له إلا لماماً، وإن حضر فهو يحضر يوم العطلة: يوم الأحد.

أما “قدماء السياسة” وخبراء دهاليز جماعة الزراردة والذين عمّروا فيها طويلا والمحسوبون على “السكة القديمة” فهُم دائماً حاضرون، ليس بمقر الجماعة للنظر في مشاكل الناس، وإنما حاضرون بمقر “الكارطا” بالمقهى المعروف، حيث “الرشم” وما إلى ذلك من طلوع الفجر إلى بزوغه في اليوم الموالي. ويحسبون أنفسهم “مثقفو” المنطقة وهم أشباه ذلك.
أسفي كبير على هذا المجلس، مجلس مقهى “الكارطا”، لأن أغلب مرتاديه من فئة كان من المفروض فيهم أن يحملوا همّ المنطقة، فهم أحسن حالا وكانوا ذوي حظ ودرسوا واستوعبوا قليلا من هذا الواقع ودرسوا وعملوا كـ”مدرسين” للأجيال المقبلة، لكن شاءت الأقدار أن نرى “نخبة القوم” في المقهى ولا نراهم في مجالس الفكر والسياسة، ولا نراهم في الأنشطة الجمعوية، لكن نراهم في أنشطة أخرى يعرفها الصغير والكبير.

لقد أصبح المجلس القروي، الذي انتُخب من أجل حل المشاكل، إلى جزء من المشكل إلى درجة أن الرأي العام المحلي اتفق على أن المجلس الحالي من أسوء المجالس التي تعاقبت على “تسيير” / “عرقلة” شؤون الجماعة القروية، فبعد أن ظن الجميع أن أسْر التنمية سينفك بصعود وجوه لم يعهدها من قبل، حتى خاب الظن وانتكست الرؤوس وتأبط الشعب اليأس، وأجّل آمالاً أيقن أنها مستحيلة.

حال قرية الزراردة يكاد ينطبق على الجوار، بتاهلة مجلس عديم الفائدة، فبضع قطرات مطر كفيلة بكشف عورة تاهلة التي أُلصقت بها صِفة “مدينة” وهي لا تتوفر على مرافق تؤهلها لذلك، وبوزملان بجماعة آيت سغروشن تعيش التهميش في أقصى درجاته، فلا تتعجب إن قلت لك أن رئيسها له مشاريع مدّ الطرق في قلب إفريقيا ومنطقته تفتقر إلى أبسط شروط الحياة الكريمة وليست بها طرق تفك العزلة عن السكان. فمتى سيعي المسؤولون بهذه المنطقة أن التناقضات هي بداية الانفجار؟


مجلس "الكارطا" لجماعة الزراردة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire