jeudi 24 janvier 2013

اليوم نسقيك ألكامون غدا نسقيك ألكامون

علي بوزردة – الزراردة

علي بوزردة كم هو جميل أن يحلم الإنسان بالديمقراطية التي تضمن له مبدئيا الحرية والكرامة ويحس بوجوده الفعلي باعتباره طرفا في معادلة الدولة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كل هذا جميل لكن أجمل منه أن يتحقق ذلك ونراه واقعا على الأرض أما والحالة كما هي فلنكتفي بالحلم فقط مادام الواقع لا يرتفع كما يقال. لكن قد يزعم البعض أن في المغرب ديمقراطية تضمن الحقوق والكرامة وأن المسؤولين يحسون بهذا الإنسان البئيس المحروم من كل شيء والذي لا يوجد إلا من باب العد والإحصاء أو لأنه يحمل بطاقة وطنية. كل هذا يقال وأكثر منه، لمثل هؤلاء الأفّاكون نقول إن كنتم مدعون فالدليل لكن هيهات لهم الدليل، يكفي أن تكشف كذبهم إذا نظرت كيف يتعامل المخزن مع مطالب المحتجين إما بالقمع والهراوات وإما بالكذب والوعود الخاوية. ولنا في منطقتنا نصيب من الكذب ومن تلكم الوعود الخاوية ومناسبة هذا الكلام –ولا بأس أن نذكر هذا بالسياق–هو ما عاشته جماعة الزراردة من احتجاجات واعتصامات في الصيف الماضي على أرضية مطالب مشروعة وبسيطة من قبيل الاستفادة من الربط بالتيار الكهربائي وفتح طرق سالكة نحو الدواوير المجاورة تفك عنهم العزلة وترفع عنهم ولو جزء من المعاناة التي يكفي أن نضرب لذلك مثالا واحدا وهو أن الناس ما زالوا يحملون المرأة إذا جاءها المخاض أو المريض الذي لا يقوى على الحركة يحملونهم على أعواد تصفف وتربك بالحبال على شكل محمل وبطريقة بدائية يحمل عليها المريض عله يصل إلى أقرب مركز صحي والذي يبعد بعشرات الكيلومترات هذا إن وجد أصلا وحتى إن وجد فالأكيد أنه خاوي على عروشه من كل شيء، لا أطر طبية ولا أجهزة وأدوية ولا هم يحزنون.

وقد توجت هذه الاحتجاجات بحوار طلبه المسؤولون المحليون على أعلى مستوى ممثلا في عامل الإقليم محمد فتال، وقد التقت لجنة الحوار المشكلة من لدن المحتجين على هامش تدشينه للثانوية التأهيلية “النجاح” بذات الجماعة، وقد بدا السيد العامل جادّاً في حواره وأنه لن يعد أحداً إلا بما يستطيع إنجازه فعلا فهو لا يعمل بمنطقة المقولة المتداولة والتي تحيل على التماطل والتأجيل والتسويق فقال بالحرف “أنا ماعنديش داك القضية نسقيك ألكامون غدا نسقيك ألكامون”، وهكذا وعد أنه سيرسل رؤساء المصالح بالعمالة ليجيبوا على مطالب السكان في اجتماع على مستوى دائرة تاهلة على أن يحرر محضر مكتوب وموقع عليه من لدن رؤساء المصالح والسلطات المحلية، فعلا عقد الحوار ووقع المحضر وهكذا استبشر السكان خيرا بكلام عامل الإقليم الجديد وبنتائج الحوار وفكوا الاعتصام وعادوا إلى منازلهم وهم يأملون خيرا. فعلا لمسنا في كلام العامل جدية غير مسبوقة. فماذا حصل بعد ذلك مرت الأيام ذوات العدد بل مرت الشهور ولم ينفذ ولا مطلب واحد مما تم الاتفاق عليه، قيل لنا بعد ذلك إن مشروع تزويد الدواوير بالكهرباء قد فوت لشركة ما، لكن لم نر من ذلك أي دليل مادي سواء كان مكتوبا أو عملا ينجز على أرض الواقع، بكل صدق لقد أحست الساكنة بخيبة أمل كبيرة وأحسوا أنهم قد خدعوا فلا فائدة للحوار مرة أخرى ولا مجال لحسن النية مع المخزن. لذلك فهم عازمون على العودة إلى الاحتجاج بشكل أقوى وأكثر تصعيدا.

كيف يمكن إذن بناء الثقة يا سيادة العامل إذا كان كل الجهد الذي بذلناه قد ذهب سدى أم أن الرهان على عامل الزمن والمماطلة هو الحل كما هي عادة المخزن، إن مثل هذا التعامل بقدر ما يعكس الحالة الحقيقية لتعامل المسؤولين مع مطالب المحتجين بالكذب فإنه بالمقابل باعث لنا وحافز على مواصلة النضال الجاد والمسؤول، وما ضاع حقّ وراءه طالب. فكرامتنا في نضالنا وصمودنا وليس في الوعود الكاذبة.


اليوم نسقيك ألكامون غدا نسقيك ألكامون

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire