وأخيرا بدأت الجهات المعنية عملا خجولا لإعادة طلاء واجهة دار الثقافة – بين الجرادي – المأسوف عليها والتي سبق أن أغلقت في ظروف غامضة تتعلق بتدبير ما كان يسمى بمجلس رعاية العمل الاجتماعي والثقافي لإقليم تازة ، ولن ندخل في التفاصيل والمتاهات التي آل إليها هذا المجلس وقد كان يمثل جمعية ذات نفع عام تلم شتات بعض أعيان وأصحاب” الشكارة “على صعيد تازة والإقليم ، ولكن حسبنا فقط التساؤل عن المؤسسة في حد ذاتها أي” دار الثقافة ” التي تحولت بعد توقف المجلس المعني إلى قاع صفصف ، بل إلى مجرد خربة يلجأ إليها المنحرفون والمشردون وبعض الأفارقة الهاربين من بلدانهم المفلسة إلى درجة تصنيفها كنقطة سوداء بحي بين الجرادي وبتازة ككل ، لا بسبب من يلجها في غفلة عن الجميع ، ولكن أيضا لأن المكان أصبح مطرحا لكل أنواع القاذورات والنفايات ، لقد شكل تأسيس دار الثقافة المعنية بتازة في بداية الألفية الثالثة استجابة حقيقية لمطالب المبدعين والمجتمع المدني وفضاء مناسبا أمام الشباب التلاميذي والطلابي للبحث والمطالعة والحوار وتفريغ الطاقات ، وكان من الممكن أن تتحول الدار المذكورة إلى مركب ثقافي متعدد الوسائط لو كتب لها الاستمرار ، لكن للأسف الشديد ، مالبث أصحابنا أن أغلقوها لأن الجهة الوصية عليها نفسها أغلقت أبوابها ، نقصد مجلس الرعاية بسبب الصراع بين أعضائه وما قيل عن وجود بياضات متعددة في التسيير الإداري والمالي ( ؟؟ ) ، علما بأنها شهدت أنشطة ثقافية وتوقيعات وعروضا ومحاضرات متنوعة واستقبلت أسماء كبيرة في ميادين المسرح والفن والإبداع الشعري والأدبي كالمرحوم محمد الكغاط والمسرحي عبد الكريم برشيد والسينوغراف عبد المجيد الهواس والشاعر بوسريف صالح والباحث أحمد شراك وعدد آخر من المبدعين إضافة إلى فرع تازة لاتحاد كتاب المغرب وعدد من الجمعيات الوطنية والمحلية الأخرى وفي ظل قلة المرافق الثقافية بالمدينة اللهم إذا استثنينا الخزانة متعددة الوسائط و03 دور للشباب ومشروع مسرح الطفل الذي توقف قبل لمساته النهائية ( وسنعود له لا حقا بحول الله ) فان الشباب المهتم بتازة لا يجد أمامه إلا الساحات العامة والمنتزهات العمومية وبعض المقاهي لانجاز بحوثه والإلمام بدروسه وتفريغ طاقاته …فهل نأمل أن تفتح دار الثقافة من جديد ؟ سؤال إلى من يعنيهم الأمر…
عبد الإله بسكمار
الصورة تعبيريةعين على المكان... هل تعود دار الثقافة بتازة؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire