mercredi 7 août 2013

المسرح والمواطنة في عرض " يا قـــلوب الحجر"

بمناسبة حلول ذكرى عيد العرش المجيد، قدم الفنان المسرحي عبد السلام البرينسي في إطار فرقـــة مسرح بروك العروي عرض مسرحي بعنوان ( يا كلوب لحجر ) عن مسرحية “وقت ميت ” لمؤلفـــه


أحمد العشوشي وذلك يوم الاحد 28 يوليوز على الساعة العاشرة والنصف ليلا بفضاء مدرسة الفــتح الخصوصية العروي،بحضور جمهور غفير من المتفرجين حيث لاقت المسرحــــية استحسان كبير من الحاضرين ، وتعتبر هذه المسرحية الأولى من نوعها في العـروي فوق الخشبة حسب شهادة الموقــع الالكترونـــــي العروي 24. يقول المؤلف أحمد العشوشي عن نصه المسرحي ” وقت ميت” :


المسرح والمواطنة


أما عن علاقة المسرح بالمواطنة فيقول مؤلفالنص أحمد العشوشي في الورقة التي بعث بها من أجل مطوى العرض المسرحي:”إن تعميق العلاقة بين الفعل المسرحي و فعل المواطنة هو مبحث في العلائق والصياغات الفكرية والجمالية المنصهرة و المكونة للعرض المسرحي ؛بدء بعلاقة الممثل بجسده وانتهاء بعلاقة المسرح بجمهوره… بحيث يؤسس العرض المسرحي لحالة إبداعية تجمع بين المبدع و جمهوره في لحظة حداثية و ديموقراطية تصدح بوعي المواطنة الحقة .


من هذا المنطلق ؛يعد المسرح ركيزة إيجابية لكل سياسة ثقافية مواطنة تراهن على البناء والتنمية والإمساك بعبقرية الإنسان المغربي، لهذا ففعل التوعية في هذه الممارسة الفنية النبيلة؛ لابد أن ينطلق من تنوعه الثقافي وتعدده اللغوي وخصوصيات تصوراته الفلسفية والدينية والفنية لينجز بآليات تستتبع التغيرات الاجتماعية والتحولات الحضارية… فعل يتسلل إلى الذوات لينمي فيها إرادة الحياة؛ لتخبز بأياديها الحالمة من تفاصيل وخصائص ثرواتها الثقافية والفنية الثمينة وملح هذا البلد الأمين وخليط من خميرة الإبداع المعاصر و مستجداته التكنولوجية ؛خبزا وكرامة إنسانية تحيى بها في منأى عن كل ما يقوض سبل الحياة أو يعصف بهويتها وعبقريتها الثقافية من جوع وجرح وجهل وتحجر للجوارح والأفكار، وهذا ما حدد ملامح صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفقــه الله وأيده في خطابه السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى 14 لاعتلاء عرش أسلافه الميامين: “واعتبارا لما تقتضيه التنمية البشرية، من تكامل بين مقوماتها المادية والمعنوية، فإننا حريصون على إعطاء الثقافة ما تستحقه من عناية واهتمام، إيمانا منا بأنها قوام التلاحم بين أبناء الأمة، ومرآة هويتهاوأصالتها.


ولما كان المغرب غنيا بهويته، المتعددة الروافد اللغوية والإثنية، ويملك رصيدا ثقافيا وفنيا جديرا بالإعجاب، فإنه يتعين على القطاع الثقافي أن يجسد هذا التنوع، ويشجع كل أصناف التعبير الإبداعي، سواء منها ما يلائم تراثنا العريق، أو الذوق العصري بمختلف أنماطه وفنونه في تكامل بين التقاليد الأصيلة، والإبداعات العصرية. ”


وهذا المسعى طبعا لا يدرك إلا بإخراج العمل المسرحي – كيفما كان؛مدرسي،هاوي،جامعي،احترافي- من التصورات الكلاسيكية وطابع الفنون الشعبوي إلى مفهوم ثقافة الإنتاج و الصناعة الفنية عبر تأطير المواهب و تأهيلها للخلق و الإبداع و إشراكها في بناء النسيج الثقافي والاعتراف بها وتشجيع مشاريعها الثقافية التنموية الهادفة والترويج لها و هيكلة سوقها الفني ؛ لضمان استمرارية العروض؛و وفق مستحدثات التكنولوجيا الجديدة المتحكمة في التواصل و الإعلام ؛ لضمان انخراط كافة الكفـاءات لمكافحة الهشــــــاشة الفنية وتكوين شريحة كبيرة من الشباب لتحقیق طموحـــــات وانتظارات الســــاكنة بشكـــــل منســـــــجم وبأكثر فعالــــــية في أفق صياغة خطابات مسرحية كمجهود حيوي أولا يروج لأفكارنا كمسرحيين بشكل حر ونزيه مليء بالحياة المولدة للتقدم والاندفاع والأفكار والتجارب والآمال و الراحة والأفراح ؛ و كمنتوج ثقافي أيضا؛ يتيح فرص الشغل ويدر دخلا لممارسي الفنون؛ الكفيلة بمحاربة الإقصاء و تربية جمهور ذواق وفي مستوى المسؤولية وبالتالي تغيير السلوك البشري وفق مبادئ وقيم المواطنة الفاعلة والصادقة لحفظ كرامة المواطن المغربي ونشر ثقافة السلام، وتحقيق فلسفة وأهداف المبادرة الوطنيـة للتنميـة البشريـة كحدث ثقافـي و وورش وطنـي شامـل وبلوغ التتويــج الحضاري ألا وهو “حيوية الحيــاة .. إنسانية الإنسان.. مدنية المدينة “،كي نكون في مستـوى العهد الذي حثنا عليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس وفقــه الله وأيده عندما قال بمناسبة انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتاريخ 18ماي 2005 : “وإنـه لـعـهـد وثـيـق يـجـب أن نـأخـذه جـمـيـعـا عـلـى أنـفـسـنـا لـتـكـريـس كـل الـجـهـود، مـن أجـل انـتـشـال الـفـئـات والـجـهـات الـمـحـرومـة مـن بـراثـن الفـقـر والإقـصـاء والتـخـلـف، وتمـكيـنـهـا مـن الأخـذ بـنـاصـيـة الـتـقـدم، وتـحـقـيـق التـنـمـيـة البـشـريـة الـمـسـتـدامـة، بـاعـتـبـارهـا الـمـعـركـة الأسـاسـيـة لـمـغـرب الـيـوم والـغـد.


بقلم : ذ- أحمد العشوشي



المسرح والمواطنة في عرض " يا قـــلوب الحجر"

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire