lundi 22 juillet 2013

حجيج والقيطوني يُقاربان علاقة السينما بالذاكرة في ندوة بتاهلة

حجيج: المخرجون المغاربة شوهوا تاريخ المقاومة بالمغرب بالمال العام


قال الأستاذ حسان حجيج إن الأفلام التي تطرقت لمرحلة المقاومة بالمغرب من 1979 إلى حدود سنة 2012 قدمت معطىً غير صحيح عن التاريخ، بل تعدت ذلك بتشويهها لحقبة زمنية مهمة في تاريخ البلد، “حيث عمل المخرجون المغاربة على تشويه التاريخ بالمال العام الذي يقدم لهم عبر المركز السينمائي المغربي، وهو ما اعتبره خيانة عظمى في حق مواطنين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تحرر الوطن”، يُضيف الأستاذ.

وأشار الأستاذ حجيج الذي كان يتحدث مساء يوم الخميس 18 يوليوز 2013 في ندوة حول موضوع “السينما والذاكرة أية علاقة” نظمتها جمعية أدرار للتنمية والبيئة، (أشار) إلى أن دخول السينما إلى المغرب جاء عن طريق فرنسا في المرحلة الكولونيالية، حيث أنجزت عدة أشرطة سينمائية تظهر مجالات المغرب من جبال وهضاب وموارد مائية، وهذه الأشرطة قدمت المواطن المغربي في صورة الإنسان البدائي الذي يجب على فرنسا إخراجه من بدائيته، وبذلك بررت فرنسا تدخلها في المغرب.



بعد مرحلة الاستعمار سيظهر المركز السينمائي المغربي، الذي اعتبره الأستاذ حجيج إرث استعماري هدفه هو ضبط ما يُصور في المغرب، لأن الاستعمار الفرنسي كان يعي جيداً خطورة الصورة، وحال خلال فترة دخوله المغرب دون استعمال الحركة الوطنية للصورة السينمائية، وهو ما نجح فيه الاستعمار، يقول حجيج.



وأشار الأستاذ حجيج، الذي يرأس جمعية سكان جبال العالم بالمغرب، أن الأفلام المرتبطة بالذاكرة هي قليلة جداً، وإن وجدت فهي تنهل من الأرشيف الرسمي، مما يجعل يقدم صورة غير صحيحة بالكامل.

وذكر الأستاذ في دراسة قام بها تحت عنوان “مقاربة تاريخية لسينما التاريخ بالمغرب” التي اعتمدت على مناقشة فيلم واحد في كل عشرية بدءً من فيلم السراب لمحمد البوعناني (1979) – الكابوس لأحمد تاشفين(1984) – المقاوم المجهول للعربي بناني (1997) وفيلم الأطرش لسعد الشرايبي سنة (2000)، اعتبرها تناقش نفس الموضوع بنفس الطريقة وبدون إعطاء كل عشرية حقها لتحكي المعاناة الحقيقية والبطولات والأحداث المهمة التي شهدتها.



أستاذ التحليل السينمائي بكلية الآداب سايس بفاس، تساءل عن سبب اختيار عناوين مُبهمة ولا تحمل اسم مقاوم أو معركة، وهذا ما يجعل كل هذه الانتاجات تدخل، حسب الأستاذ، ضمن الأفلام التي تنجز تحت الطلب وتشوه صورة المقاومة وتُظهِر الاستعمار الفرنسي وكأنه يفعل الواجب تجاه المواطنين ويخدم مصالحهم، مثال ذلك فيلم “عطش” الذي يقدم المستعمر على أنه مصلح ويظهر المغاربة مخربين.

“المشكل لا تقف هنا” يُضيف الأستاذ حجيج، حيث أن كل الأفلام لم تعتمد ولا على مؤرخ واحد ولا مرجع واحد، وهي الأفلام التي عالجت أحداث تاريخية والتي من الأمانة العملية أن تستحضر السياق التاريخ لكل منطقة، وتحيط بكل ما له علاقة بتاريخ كل منطقة. لكن كل هذا لم نجده في الأفلام”.



“أما فيما يخص الأفلام التي تطرقت لسنوات الرصاص، فهي أيضاً مارست عملية التشويه”، يوضح حجيج ذلك بإشارته إلى فيلم “علي، ربيعة وآخرون” لأحمد بولان الذي صوّر اليساريين بأنهم زنادقة خارجين عن الدين. مُضيفاً “أنه كان على صاحب الفيلم أن يعمل فيلم للرسوم المتحركة بدل التطرق بشكل غير صحيح لفترة حساسة في تاريخ المغرب، زيادة على ذلك أن بولان يفتقر إلى التجربة السياسية والأكاديمية والتي تخول له القيام بهذا الفيلم”.

وأكد المتدخل أن مثل هذه الانتاجات هي أفلام تحت الطلب، أُنجزت لتهيئ المغاربة لمرحلة قادمة، ولترسيخ فهم خاطئ عن هذه التجربة التي مر بها المغرب. حيث تأسف لإعادة المجلس الوطني لحقوق الإنسان مؤخراً نشر هذه الأفلام، وقال “ليس هكذا ننصف أناس تأسس مؤسسة مثل هذه بهدف رد الاعتبار لهم”.

خلاصة القول التي انتهى إليها الأستاذ حجيج في دراسته تقول: “إن الابتعاد عن ذكر تاريخ المغرب وإنعاش الذاكرة الوطنية سيؤدي لا محالة إلى فقدان هذه الذاكرة وإلى مخاطر يسببها فقدان الصلة بأمجاد هذا الوطن، وهذا يستوجب المراجعة”.



أحد ضحايا تهميش الأعمال السينمائية للذاكرة، كما وصفه الأستاذ حجيج، كان حاضراً في الندوة، هو المعتقل السياسي السابق علي الإدريسي القيطوني الذي قضى عشر سنوات في سجن القنيطرة بداية الثمانينات، أشار بدوره إلى سطحية ونمطية الأعمال السينمائية التي تطرق لسنوات الرصاص، واعتبرها مجردةً من المعرفة الجلية بالواقع.



وتساءل المتحدث، الذي صدر له مؤخراً 6 كتب من بينها سيرته الذاتية وكتاب آخر يحكي يوميات مشاركته في مسيرات 20 فبراير، (تساءل) عن سبب عدم تطرق السينمائيين المغاربة لظاهرة 20 فبراير وما تلالها من أحداث ووقائع منذ اندلاع أولى المسيرات في مختلف مناطق المغرب، وهي الأحداث التي غيرت الكثير في الساحة الوطنية.



وأضاف المعتقل السياسي السابق المعروف بشاعريته، أن المغرب في حاجة إلى سينما تجمع بين الحقيقة والخيال والواقع، وتحترم تاريخ وجراح وآلام وهوية المغاربة، وأكد على أهمية مثل هذه الأعمال التي ستعمل على رفع الوعي وتحسين الذوق والنبش في الماضي لإنارة طريق المستقبل، وعدم السقوط في نفس الأخطاء.



وختم القيطوني بتأكيده على أن الإيمان بالحرية هو السبيل الوحيد والسند الحقيقي لتحقيق هذه الطفرة النوعية في السينما المغربية، والتي يسير في اتجاهها بعض السينمائيين الشباب، “هذه هي الطريقة الوحيدة للتصالح مع الذات والتاريخ والهوية المتعددة”، يختم علي الإدريسي القيطوني، الذي أنهى مداخلته بعرض شريط وثائقي يؤرخ لحياته في السجن، وكذا حملة التضامن الواسعة مع خلال الفترة التي قضاها في السجن.


يوسف لخضر “تاهلة”



حجيج والقيطوني يُقاربان علاقة السينما بالذاكرة في ندوة بتاهلة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire