lundi 7 octobre 2013

علي أنوزلا الصحافة الإرهاب

……..

ويستجوبونه :

لماذا تغّني ؟

يردُّ عليهم :

لأنُي أُغنّي

وقد فتَّشوا صدرَهُ

فلم يجدوا غير قلبهْ

وقد فتشوا قلبَهُ

فلم يجدوا غير شعبهْ

وقد فتَّشوا صوتَهُ

فلم يجدوا غير حزنهْ

وقد فتَّشوا حزنَهُ

فلم يجدوا غير سجنهْ

وقد فتَّشوا سجنَهْ

فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود

محمود درويش


ليس غريبا ألا تكتب كلمة واحدة حول اعتقال الصحافي “علي أنوزل”ا الكثير من الجرائد وأن يأمر

رؤساء تحريرها للصحافة بعدم الكتابة أو التضامن مع زميلهم المعتقل.

ليس غريبا على هؤلاء وقد سنحت الفرصة ليصفوا حساباتهم معه –بدل أن يبتلعوا ألسنتهم-

وهم يعلمون أكثر من غيرهم أن علي أنوزلا صحافي نزيه لاعلاقة له بالإرهاب لا من

قريب ولا من بعيد،بل ولاعلاقة له لابالمال الوسخ ولا بحرب الأجهزة ولابتفكيك الشفرات عن بعد،ولا

بطقوس التقاليد المرعية ،ولا بالجوقة المنعم عليها ،يعلمون علم اليقين أنه قلم جريئ نزيه فقط ،قلم

يعري انهزامية هؤلاء الصحافيين وانحطاطهم وانغماسهم في أخبار الفضائح والجنس والإثارة والعنف

وفي كبوات المناضلين وتهافتهم البئيس على الولائم والأظرفة المنتفخة وعلى عرابي الإشهارات وعلى

موزعي يطائق العلب الليلية،وعلى السفريات الفارغة من هموم مهنة المتاعب.

ليس غريبا على هؤلاء وغيرهم أن يتلقفوا بلاغ الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بالرباط والانطلاق في

وليمة الانقضاض ونهش جسم أنوزلا ونصب المشنقة وتأثيث الزنزانة وصياغة صك اتهام على مقاس

قانون الإرهاب حتى قبل أن يقول القضاء كلمته،يتكالب هؤلاء الصحافيون- طبعا ليس كلهم- ليس لأنه

يزعج سادتهم وأولياء نعتمهم ولكن لأنه كذلك يشعرهم بالقزمية والتطفل والسطحية والخواء بل

والترامي على مجال حوله هؤلاء الصحافيون إلى تجارة بخسة طغى فيه الابتزاز والكتابة تحت الطلب

وحروب تصفية الحسابات بالوكالة وتبييض سيرة ناهبي المال العام ورموز الفساد المالي والإداري

وسماسرة الانتخابات

منسوب الاتهامات والسرعة التي قذف بها الصحافيون علي أنوزلا يجد تفسيره سوى في انزعاجهم من

قلم لايستمرئ المال الحرام كما يفعلون،ويزعجهم لأنه لم يصانع ويحابي من بيدهم زمام أمور

البلاد وأنه قراء موقعه في تزايد،يزعجهم لأنه لايستجيب لدعوات الولائم الدسمة والإكراميات

السمينة،يزعجهم لأنه يرفض مهنة تلميع صورة وسيرة من يدفع أكثر.


فزاعة الإرهاب

الإرهاب سواء تقنع بالدين أو بالعرق أو بالإيديولوجيات الدوغمائية فإنه يشكل خطرا على البشرية

جمعاء ،وأنه لا مستقبل للإرهاب وأن دوره سيظل محدودا في الإرباك والبلبلة وقتل بعض المواطنين

الأبرياء بل وأن مستوى الوعي البشري الذي عانى كثيرا من ويلات الإرهاب هدا الوعي لم يعد يسمح

بالإرهاب حتى ولو أصبح سلطة حاكمة كما هو الشأن في ألمانيا هتلر وإيطاليا موسوليني وأفغانستان

عمر الملا وغيرها .

تبث تاريخيا أنه لامدخل للقضاء على الإرهاب بكل أصنافه غير الديمقراطية الحقيقة بمرتكزاتها الكبرى

فصل السلط وسمو المواثيق الدولية في التشريع والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل وأن الشعب

المصدر الوحيد للسلطة ،لدلك فإن حركتي غوابو وحركة إيتا بإسبانيا لم تدفع هده الأخيرة إلى استخدام

فزاعة الإرهاب للتراجع عن الحريات العامة والفردية أو التراجع عن دولة المؤسسات ودولة الحق

والقانون أو فرض حالة الطوارئ بدعوى محاربة الإرهاب ،كذلك شأن اليابان مع منظمة الجيش

الأحمر إذ بقيت اليابان حريصة على ديمقراطيتها وتداول السلطة بين أحزابها واستقلال القضاء

الضامن الوحيد للحقوق والحريات بل وتصدر اليابان في قائمة الاقتصاديات العالمية،نفس الأمر في

ألمانيا مع منظمة بادر ماينهوف والألوية الحمراء بإيطاليا وغيرها من الجماعات والمنظمات بالدول

الديمقرطية حيث لم تستطع جميع هده الحركات المعزولة داخل المجتمع لاحسم السلطة في هده

البلدان ولا فرض تراجع عن القيم الديمقراطية الكونية التي راكمتها هده الشعوب طيلة مسيرتها ،وقد

كانت الحصانة الحقيقية والوحيدة وصمام الأمان لهده البلدان من هده الحركات هي الديمقراطية.

ولأن عقيدة الإرهاب الوهابي في رابط الشريط بموقع لكم وليس الشريط ،ولأن الشريط ظهر بالموقع

العالمي للفيديوها يوتوب وكدلك بالباييس وغيرها سبق أن نشرت قنوات عربية وغربية مثله ،هدا

الشريط كان يمكن أن يفتح نقاشا عموميا حول خطورته التي تحدق بالبشرية جمعاء وتهدد المكتسبات

الكونية التي راكمتها البشرية كالتعايش والاختلاف والعيش المشترك والحريات الجماعية

والفردية بدل اعتقال صحافي ،في خضم هدا الجدال صرح الفنان “نبيل لحلو” بأهمية عرض الشريط

بالقنوات العمومية قصد اطلاع المغاربة على مخاطر هدا المد التكفيري الغريب عن جميع الديانات

والقيم الإنسانية ،في نفس الشأن أورد اليازغي القيادي بالاتحاد الاشتراكي ما مفاده أن الإرهاب يجب

الاطلاع من باب اعرف عدوك التي تعمل به جميع الأنظمة الديمقراطية بل وتعايشت معه دون تفريط

في مكتسباتها.

اعتقال ومحاكمة علي أنوزلا ليس لأن يساند ويشيد بالإرهاب بل لأنه يوجد نقدا لاذعا وصريحا للسلطة

في البلاد،نقد حاد بدأ يبلور توجها لدى الرأي العم المغربي أن هامش حرية التعبير والرأي بالمغرب

يتوسع إد أصبحت كتابات وافتتاحيات أنوزلا مؤشر لقياس وضعية حرية الصحافة التي سيتبين مجرد

مسألة وتحين الفرصة لاعتقال علي أزوزلا ومحاكمته.


بقلم عبد السلام الهيموث



علي أنوزلا الصحافة الإرهاب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire