mercredi 12 juin 2013

أدرار تُنظم لقاء أدبيا حول التراث الشفهي بضيافة الباحث حسن نجمي

قال الأستاذ فؤاد لحميدي في ورقة تعريفية للباحث حسني نجمي أن هذا الأخير يعتبر رائد من رواد القصيدة المعاصرة ليس فقط في المغرب، بل في العالم بأكمله، بحصوله على جوائز عالمية كان آخرها جائزة روكا فليا للشعر من إيطاليا.


وأضاف الأستاذ لحميدي، خلال لقاء أدبي نظمته جمعية أدرار للتنمية والبيئة بتاهلة يوم السبت 8 يونيو 2013 بفضاء أورتو أن حسن نجمي هو من النوع المقل في الإنتاج الأدبي، وهو بذلك دخل نادي الأدباء الكبار الذين يتجنبون السقوط في التكرار، زيادة على جمعه بين أكثر من مجال في الصحافة والأدب والسياسة والبحث في الثقافة الشفهية خصوصا.


وقد أبرز الأستاذ لحميدي أوجه تعدد شخصية حسن نجمي ببُعدها الإنساني الذي يتجلى في تواضعه وإنسانيته المرهفة، وشاعريته المتجددة ولعل أول ديوانه “لكِ الإمارة أيتها الخزامى” الذي صدر سنة 1982 يظهر فيه بوجهه المتمكن، وديوانه “سقط سهواً” الذي صدر سنة 1990 لتتوالى إبداعاته الشعرية بعد ذلك. وأضاف أن الكاتب نجمي يؤمن بأن لا حدود بين الأجناس الأدبية حيث تتداخل حسب رغبة الكاتب ووعيه بالكتابة، وتتجلى هذه الميزة لدى الكاتب في آخر إصدارته “الحجاب” و “جيرترود” والصادرة عن “المركز الثقافي العربي”، حيث اعتبرها بمثابة نزوع إلى الكونية حيث يحكي من خلالها حول الشخصية الأمريكية جيرترود ستاين التي زارت طنجة في بداية الاحتلال الفرنسي للمغرب.


أما البعد الثقافي الذي يميز الكاتب حسن نجمي فيظهر من خلال نشاطه الثقافي بترأسه لاتحاد كتاب المغرب سابقاً، وعلى عهده عرف الاتحاد دينامية وامتداداً إشعاعياً إقليميا ودوليا، وله الفضل أيضاً في تأسيس بيت الشعر بالمغرب بمعية الشاعر محمد بنيس، أما الجانب الأهم في شخصية حسن نجمي، يُضيف فؤاد لحميدي، هو احتفاؤه الجدي بالتراث الفني الشعبي بإنجازه أطروحته الجامعية حول “فن العيطة الشفوي”، كموروث ثقافي شعبي أصيل.


نجمي وفي كلمة ألقاها خلال اللقاء عبر عن الاعتزاز والفخر بزيارته الأولى لمدينة تاهلة، التي وصفها بالشامخة بجبالها وثقافتها ورجالاتها. وأشار إلى أن سياق الاهتمام بالجانب الثقافي الشفوي يندرج بعمق في الانشغال بالمسألة الثقافية الوطنية، خصوصاً أن الثقافة في جذورها العميقة هي بالأساس ثقافة شفوية، لأن فعل التدوين والكتابة ظهر متأخرا، لذلك تم التركيز فقط على المكتوب ليتم إهمال جزء كبير من الثقافة الأمازيغية الشفوية، وبخصوص ظهور الإبداع العربي بالمغرب ففد أكد أنه لم يبدأ حتى الدولة المرابطية، كما أن الدارجة المغربية لم تتشكل حتى منتصف الدولة المرينية، ولسوء الحظ لم يتم تدوينها بشكل يجعل الإبداعات تصل إلينا، ما عدا نص من نفس المرحلة بعنوان “ملعبة الكفيف”.


وأضاف حسن نجمي أنه لا ينبغي التركيز على تاريخ المغرب اعتماداً على ما هو مدون فقط، فبهذا يتم إهمال جزء كبير وغني من الثقافة المغربية ذات التعدد والغنى، منها بالخصوص الثقافة الأمازيغية التي في مجملها شفوية، بحث لا يمكن أن نتصور ديمقراطية حقيقية بدون ديمقراطية ثقافية، فالمشهد الثقافي المغربي يحتاج لإعادة بناء خطاب حول الثقافي المغربية في أفق استراتيجي يرمي إلى دمقرطة الحياة الثقافية، مبرزاً أنه في حقبة دخول الموريسكيين للمغرب وفي خضم تعاقب عدة دول على حكم المغرب سادت آنذاك ثقافة اعتبرها دخيلة على المجتمع المغربي، حيث كان تتبوأ الثقافة والطريقة الأندلسية مرتبة عليا مقابل الثقافية المحلية الأخرى، وهذه التراتبية التي كانت ضحيتها ثقافات متعددة هُمشت وأصبحت في متخيل الجميع ثقافة بدوية وقديمة، وما زال هذا الاعتقاد سائداً لحد الآن في المغرب، حيث تحتل الثقافة الفاسية الأندلسية مرتبة متميزة لدى العامة، في طريقة اللباس والأعراس والأكل.


هذا التحول والاختراق، يضيف حسن نجمي، لعب دوراً كبيراً في تهميش وتبخيس ثقافات بكل تجلياتها منها الشفوية الغنائية من أهازيج وأغاني وألحان وعادات وتقاليد.


وتعتبر مسيرة الكاتب والروائي حسن نجمي، ابن مدينة سطات، زاخرة بعدد من الإصدارات في مختلف الأجناس الأدبية إضافة إلى تجربته الصحفية بعدد من المنابر، وقد حظي بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة سنة 2005، وحاز على جائزة روكا فليا للشعر من إيطاليا عن مجموعته الشعرية “المستحمات” سنة 2009.


ويأتي هذا النشاط المنظم من طرف جمعية أدرار في إطار أنشطتها المبرمجة خلال السنة، والتي تهدف أساسا إلى المساهمة في إحياء التراث الشفهي بمنطقة تاهلة وذلك باستحضار تجارب مناطق أخرى اعتمد على إخراج ثقافتها إلى الوجود.


يوسف لخضر – تاهلة



أدرار تُنظم لقاء أدبيا حول التراث الشفهي بضيافة الباحث حسن نجمي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire